للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المقدمة]

الملحدون بالله تعالى في هذا العالم قلة حتى في البلدان التي تسيطر عليها سلطة ملحدة كالاتحاد السوفياتي، لأن الإلحاد يتنافى مع قوانين العقل وأعماق الفطرة، ولذلك كان أكثر الناس مؤمنين بالله عز وجل نوع إيمان. وإنما الاختلاف بين أهل الحق وغيرهم في الصفات أو فيما ينسب لله عز وجل أو فيما يليق به أو لا يليق أو في حقوق الألوهية، ولقد جاء الإسلام ليصحح تصورات البشر وعقائدهم وسلوكهم وكان أكثر ما ركزت عليه الرسالة الإسلامية التعريف على الله عز وجل فأعطتنا هذه الرسالة أصفى وصف وأسمى اعتقاد، اجتمع فيه الحق الخالص الذي يؤيده العقل الراشد والفطرة المستقيمة والعلم الصحيح.

* * *

لقد وصف بعض الناس الله عز وجل بما لا يليق بذاته، فزعموا أنه له صاحبه وولداً، أو أن له شركاء أو أنه لا تدخل له في شؤون الخلق، أو أن الخلق وُجِدَ بدون إرادة منه جل جلاله أو أنه يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات أو أن هذا الكون جزؤه، أو أنه لا حق له في التشريع، وأشياء كثيرة نسبها الخلق لله عز وجل وهو منزه عنها، وجاء الكتاب والسنة فوضعا الأمور في نصابها فلا أرقى ولا أروع:

{سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} (١).

{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٢).

{وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} (٣).

* * *


(١) الصافات: ١٥٩، ١٦٠.
(٢) الصافات: ١٨٠، ١٨١، ١٨٢.
(٣) النحل: ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>