هذا فضلًا عن تركهم لكثير من السنن واستبدالهم بها غيرها من البدع. أما عن البدعة الفعلية فهي كثيرة، ومنها اختراع أحاديث مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والزيادة في شرع الله ما ليس منه، كمن يزيد في الصلاة ركعة، أو يزيد في وقت الصيام المحدد من اليوم، أو يصلي في أوقات النهي عن الصلاة، أو يصوم في أوقات النهي عن الصيام، أو يدخل في الدين ما ليس منه من الآراء أو الأفعال.
خامسًا- تقسيم البدعة إلى اعتقادية وقولية وعملية:
تنقسم البدعة إلى بدعة في الاعتقاد: إذا كانت اعتقادًا للشيء على خلاف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم كبدعة المجسمة والخوارج ونحوها.
وإلى بدعة في القول: إذا كانت تغييرًا لما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الأقوال، أو كانت قولا مخالفًا للسنة، كقول المبتدعة في أكثر الفرق المشهورة، مما هو ظاهر الفساد والقبح.
وإلى بدعة في العمل: العمل الظاهر كصلاة تخالف ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك، أو العمل الباطن: كمعاملة المؤمنين بالنفاق أو بما ينافي أخوة الإيمان من الحب والإخلاص ونحو ذلك.
ومما تجدر الإشارة إليه أن بدعة الاعتقاد هي أخطر أنواع البدع، وغالب إطلاقات الشرع في ذم البدعة منصب عليها، وهي المتبادرة في السبق إلى الذهن من إطلاق اسم البدعة شرعًا، والمبتدع، وأهل الأهواء.
سادسًا: تقسيم البدعة إلى كلية وجزئية:
تتفاوت البدع فيما بينها من ناحية آثارها، ومن ناحية الخلل الواقع بسببها في الشريعة.
إذا كانت البدعة لا يقتصر أثرها على المبتدع بل يتعداه إلى غيره، كانت كلية لسريانها في كثير من الأمور أو بين الكثيرين من الأفراد، كبدعة التحسين والتقبيح بالعقل بدلًا من الشرع وبدعة إنكار حجية خبر الآحاد أو إنكار وجوب العمل بما يقتضيه، ونحو ذلك.