للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولقد أتى عهد على الرومان كانوا يعبدون فيه تلك الآلهة المتعددة من غير أن يتخذوا لها تماثيل، بل كانوا يعبدونها من غير تماثيل خاصة لكل إله، فلم يكن في رومية في ذلك العهد صنم، ثم اتخذوا بعد ذلك الأصنام من الخشب أولاً، ثم اتخذوها من الرخام على مثال أصنام اليونان" أ. هـ.

[٣ - وثنية اليونان]

قال أبو زهرة في كتابه (مقارنات الأديان) عن اليونان:

"ألَّهوا السماء والأرض والبحر، والشمس، والزمن، ولكنهم لم يقفوا عند هذا الحد، بل لحظوا بعد ذلك الصفات الأدبية في الأحياء، وفنونهم، وما يؤثر فيهم فجعلوا لكل واحد منها إلهاً أو آلهة، ومن هذه الآلهة هيرا ربة القوة المنتجة في الطبيعة وآريس أو المريخ إله الحرب، وأبولون إله الموسيقى والنور، وهراميس رسول الآلهة ورب الفصاحة والبيان، وأثينا ربة الحكة وأفروديت ربة الحب الجميل، وديونيسوس رب الخمر والتمثيل- و"لتيراجيني" أو المحزن.

وكان لكل مدينة أربابها الخاصة بها، ومعبودات لها كثيرة؛ وإن اتحدت في الاسم مع أرباب المدينة الأخرى فالمسمى يختلف، فأبولون في مدينة ليس هو أبولون في مدينة أخرى، وإن اتحد الاسمين، ولكن مع هذا الاختلاف كانت هناك أرباب كثيرة أجمع اليونان في الجملة على عبادتها وتقديسها كالسماء والأرض والبحر، ولها في كل مكان معبد خاص بها، أو مزار يتقرب فيه إليها؛ وإن الأرباب التي يشترك اليونان في تقديسها كثيرة جداً، وكلها يمثل أعظم القوى الطبيعية تأثيراً في الكون، ومن هذه زيوس المشترى، وهيرا وأثينا وأرتيس وهرميس (عطارد) وأريس (المريخ) وأفروديت (الزهرة) وكرنوس (زحل) وهكذا.

ولقد صوروا لكل رب من هذه الأرباب تمثالاً يعبد، ولقد كان للتماثيل الكبيرة محالٍّ خاصة بها يزعمون أن الآلهة توحي إليهم فيها على لسان الكهنة، ويتقربون في تلك المحال للآلهة بالقرابين والنذور، وأشهرها معبد (دلفي) لأبولون بمدينة (فوكيس) " أ. هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>