للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن عبد السلام والسيوطي يشهد لأهل الدراية.

- كل ما مضى يجعلنا نذكر المسلم بضرورة قراءة كتبب أهل السنة والجاعة من أهل الدراية في العقائد، فلكلام الختصين من الراسخين في العلم وزن ليس لكلام غيرهم.

فائدة: إن المعرفة الإلهية لا تتعمق بشيء كقراءة القرآن والإكثار من الأذكار المأثورة والدعوات التي وردت في الصلوات وغيرها، وسنخصص جزءاً في القسم الثالث للتلاوة كا سنخصص جزءاً للدعوات والأذكار في القسم نفسه، وستر معنا من الدعوات والأذكار في مناسبات متعددة، فمثل هذا يعمق الاعتقاد الحق وهو في الوقت نفسه من أرقى أنواع العبادة في الإسلام، والصلاة وأذكارها ودعواتها هي الأرق في هذا المرتقى.

وكثيرون من الناس بدلاً من أن يفطنوا إلى الجانب العملي في بعض النصوص، يدخلون في أنواع الجدل، فبدلاً من أن يفطنوا إلى الخشوع الذي يجب أن يفطن له من حديث "نصب الله وجهه لعبده في الصلاة"، وبدلاً من أن يفطنوا لرقابة الله إياهم في قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (١) وبدلاً من أن يفطنوا لضرورة الدعوات في الثلث الآخر من الليل أخذاً من حديث النزول، يدخلون في جدل عقم لا يتابعون فيه الراسخين في العلم ولا يلحظون ما يترتب على كلامهم من تشبيه وإيجاد تعارض بين النصوص، ولو أنهم سلموا للنصوص مع التنزيه أو تابعوا الراسخين في العلم على تأويلهم لكان أسلم لهم: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} (٢). {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} (٣).

- وإن من أقبل على الله بالعمل والإخلاص فتح الله على قلبه من ميادين المعرفة الإلهية ما لا يذوقه أهل الجدل الذي جعل الله عز وجل أهله مظنة ضلال، "ما ضلَّ قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل" (٤).


(١) الحديد: ٤.
(٢) الصافات: ١٥٩، ١٦٠.
(٣) آل عمران: ٧.
(٤) الترمذي (٥/ ٣٧٨) ٤٨ - كتاب التفسير ٤٥ - باب ومن سورة الزخرف. وقال: حسن صحيح.
وأحمد (٥/ ٢٥٢). والحديث إسناده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>