للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو الكلام:

"أما القوم الذي وجدهم ذو القرنين هنالك، وكانوا خلوا من العقل، فيحتمل أن يكونوا القوم الذين ذكرهم اليونان باسم "كولشي" وذكروا في لوحة دارديوش باسم "كوشيا". هؤلاء الذين شكوا إلى غوروش هجمات يأجوج ومأجوج، ولما كانوا مجردين من الحضارة، وصفهم القرآن بقوله: {لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا} (١). أي لا يفهون الكلام" اهـ.

وبعد أن يبرهن أبو الكلام على أن كل ما وصف به القرآن ذا القرنين ينطبق على قورش ينقل عن مؤرخين يونانيين هما في الأصل من أمة معادية للفرس ما قالاه في قورش:

ويقول هيرودوتس: "كان (غوروش) ملكا كريما، جوادا سمحا للغاية، لم يكن حريصًا على جمع المال كغيره من الملوك، بل كان حرصه على الكرم والعطاء. يبذل العدل للمظلومين، ويحب كل ما فيه خير البشر".

ويقول زينوفن: "كان ملكًا عاقلًا رحيمًا، اجتمعت فيه مع نبل الملوك فضائل الحكماء، همته تفوق عظمته، وجوده يغلب جلالته، خدمة الإنسانية شعاره، وبذل العدل للمظلومين ديدنه. حل فيه -مكان الكبر والعجب- التواضع والسماحة". اهـ.

وبعد كلام طويل ينتقل إلى الحديث عن سد يأجوج ومأجوج. فيقول أبو الكلام:

(علينا أن نتذكر في معالجة هذا البحث أن القرآن ذكر أمرين عن السد بخصوصية، وهما أنه، أي السد، بني في مكان ارتفعت الجبال كجدارين على جانبيه، أي كان المكان مضيقًا جبليًا، وأن السد الذي أقيم به، استخدمت فيه زبر الحديد، وأفرغ عليها النحاس المذاب، وعلى ذلك يجب أن نجد السد في مضيق جبلي، ويجب أن يكون هو جدارًا حديديًا، لا جدارًا من الحجر والآجر، ويكون قد سد طريق المضيق الجبلي) اهـ.


(١) الكهف: ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>