من الجماعة؟ فقال: أبو بكرٍ وعمر قيل له: قد مات أبو بكرٍ وعمر، قال: فلانٌ وفلانٌ، قيل له قد مات فُلانٌ وفلانٌ، فقال عبد الله بن المبارك: أبو حمزة السكري جماعةٌ.
قال الترمذي: وأبو حمزة هو محمد بن ميمونٍ، وكان شيخاً صالحاً، وإنما قال هذا في حياته عندنا.
وإذا فقدت الخلافة الراشدة أو دولة العدل فههنا قد يختار المسلم، وعندئذٍ ماذا يفعل؟ أن يكون مع أهل الضلال فذلك لا يجوز، وعليه إذن إما العزلة وإما البحث عن أهل الحق مهما قلوا ليضع يده بيدهم فيكون بذلك من الطائفة التي أخبرت عنها النصوص المتضافرة، فلكي لا تضيع المعالم بالمرة فقد جعل الله في هذه الأمة طائفة على الحق مستمرة، هذه الطائفة تحمل الحق وتجاهد من أجله، وأنواع الجهاد متعددة: فمنه جهاد اللسان، ومنه جهاد المال، ومنه جهاد اليد. ومن ههنا فإن هذه الطائفة يدخل فيها المقاتلون في سبيل الله والدعاة والفقهاء والأولياء والمحدثون، والذين يمدون هؤلاء وهؤلاء بالمال، وقد يلتبس الحال فقد يقاتل ويدعو من ليس على بصيرة، ولذلك فإن معرفة الحق هي التي تدلنا على هذه الطائفة كما قال علي:(اعرف الحق تعرف أهله) ومن ههنا كان لابد من موازين نعرف بها هؤءلا، وأول هذه الموازين هي سلامة الاعتقاد، وتوافر شروط الفهم الصحيح، ومظنة ذلك الربانيون من أهل العلم والولاية.
وقد حاول بعضهم أن يقصر هذه الطائفة على أن المراد بها أهل الحديث فضيقوا واسعاً، وهذا منقوض بشيئين:
الأول: أن هذه الطائفة مقرها الشام، ولا يشك أحد بأن نور الدين وصلاح الدين يدخلان في مثل هذه الطائفة.
الثاني: أن بعض النصوص الواردة في هذه الطائفة تذكر القتال والجهاد، بل إن كثيرين من المحدثين ذكروا حديث الطائفة هذا تحت عنوان الجهاد والقتال.
وإن كان بالإمكان أن نحمل قول ابن المديني أن أهل الطائفة همن أهل الحديث بمعنى أنهم الذين يسلمون بالسنة النبوية أصلاً من أصول التشريع ويعتبرونها حكماً في كل ما اختلف