للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيه، فيكون المراد بالطائفة هنا هم أهل السنة والجماعة، وعندئذٍ فقصرُ اسم الطائفة على المشتغلين بالحديث يكون خطأ في الفهم، فالمشتغلون في الحديث من أهل السنة والجماعة هم من الطائفة وليسوا كلها.

ولذلك بوب المحدثون لأحاديث الطائفة تحت أكثر من عنوان والبخاري نفسه بوب لحديث الطائفة تحت عنوان: "أهل العلم" والمطلوب من المسلم:

١ - أن يكون مذاهبه الاعتقادية والأخلاقية والفقهية مذاهب أهل السنة والجماعة.

٢ - أن يلازم الجمعة والجماعات فلا يعتزل جمع المسلمين وجماعاتهم في مساجدهم إلا لعذر قاهر.

٣ - أن يلزم الإمام الراشد ومن معه إذا كان للمسلمين خليفة راشد أو سلطان عادل وإلا فليحاول أن يكون من الطائفة حاملاً للحق، عارفاً به، عالماً بالشريعة مجاهداً من أجل ذلك بأنواع الجهاد المتاحة.

٤ - أن يحاول المسلم في نفسه في كل الظروف والأحوال أن يكون مظهراً لحمل الحق اعتقاداً وسلوكاً فيكون بذلك حجة على خلق الله.

٥ - وفي كل الأحوال ينبغي أن يكون للمسلم إخوانٌ في الله يجمعه وإياهم الحب في الله والاجتماع عليه والتزاور فيه والتباذل فيه.

وها نحن نجول بك جولةً فنذكر نصوصاً، وننقل نقولاً تضعك على لباب في بعض هذه الأمور، لأن بعضها يذكر في مواطن أخرى من هذا الكتاب، وسنركز على تعريفك بما يجمع أهل السنة والجماعة وهو عَلمٌ عليهم.

وابتداء نذكر لك نصوصاً ثلاثة من القرآن الكريم تعرف من خلالها أهل الحق من غيرهم وتعرف بالتالي ما إذا كان عليك أن تعتزل أو أن تصحب.

النص الأول: قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>