للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} (١).

قوله تعالى: {وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} السائق والشهيد ملكان، وقيل: السائق كاتب السيئات، والشهيد كاتب الحسنات. وقوله تعالى: {وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ}: المراد بالقرين الملك الموكل عليه، والعتيد الحاضر، أي يقول الملك هذا ما هو مكتوب عندي حاضر لدي. {أَلْقِيَا} هذا خطاب للملكين السائق والشهيد. قوله تعالى: {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ} القرين هنا هو الشيطان المقيض له والمقيد معه {رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ} أي ما أضللته، وكأن هذا جواب على شكوى من الإنسان باتهام الشيطان؛ ولذلك قال تعالى: {قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ}، وهذا يفيد أن حوارًا يجري بين الشيطان وبين قرينه من الإنس يحمل كل منهما الآخر مسؤولية الضلال. والظاهر أن هذا الحوار بين الشيطان وقرينه في موقف الحساب.

{وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (٢).

قال تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} (٣) هذان السؤالان قائمان في موقف الحساب: يسأل الذين أرسل إليهم عن قبول الرسالة وإجابة الرسل، ويسأل المرسلون عن البلاغ وعما أجابتهم به أقوامهم، وفي هذه الآيات نموذج على سؤال المرسلين، والمرسل إليهم ينكرون عادة أن رسلهم بلغتهم ويتبرؤون، فيشهد محمد صلى الله عليه وسلم وأمته أن الرسل قد بلغت ومن خلال هذا النص الذي معنا نفهم أن النصارى الذين أشركوا


(١) ق: ١٩ - ٣٥.
(٢) المائدة: ١١٦ - ١١٩.
(٣) الأعراف: ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>