للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يزعمون أن دعوة عيسى كانت أمرًا لهم بأن يتخذوه وأمه إلهين، وعيسى عليه الصلاة والسلام ينفي ويرد.

{إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ * ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ} (١).

الظاهر أن القائلين للمجرمين في النار هم الملائكة. والمشركون عندئذ يعرفون أنهم ما كانوا يدعون جهة يعتد بها، والظاهر أن هذا السؤال يكون في مرحلة تسبق المرحلة التي يقرن فيها مع المشركين ما كانوا أشركوا به.

{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (٢).

قوله تعالى: {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}: الظاهر أن هذا على الصراط، وذكر الأيمان لأن فيها صحائف الاعمال المنيرة، وقوله تعالى: {قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ} القائل للمنافقين هذا القول هو المؤمنون أو الملائكة {فَالْتَمِسُوا نُورًا} أي اطلبوا النور إما من الموقف أو من الدنيا إشعارًا لهم بأن النور إنما يكون من العقائد الصالحة والأعمال الطيبة في الدنيا. وقوله تعالى: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ} أي بحائط له باب يدخل منه المؤمنون فيؤول بهم إلى الجنة، ولذلك قال: {بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} وذلك لئلا يقرب هذا الباب المنافقون. ويبدو أن هذا كائن إما في أول الصراط


(١) غافر: ٧١ - ٧٤.
(٢) الحديد: ١٢ - ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>