للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذنب، منه خلق، وفيه يركب".

أقول: الظاهر أن أجزاء عجب الذنب لا يدخل في تركيب أجزاء أخرى فليس المراد ألا تتحلل، والمشاهد أنها تحترق وتتحلل، ولكن لهذا الجزء من الأنسان ميزه على غيره، بحيث يحفظ الله أجزاءه ثم تجمع يوم القيامة ويعاد بناء الإنسان عليها.

١١٧٥ - * روى ابن ماجه عن أبي هريرة؛ قال: قال رجل من اليهود، بسوق المدينة: والذي اصطفي موسى على البشر فرفع رجل من الأنصار يده فلطمه، قال: تقول هذا؟ وفينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "قال الله عز وجل: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} (١) فأكون أول من رفع رأسه. فإذا أنا بموسى أخذ بقائمة من قوائم العرش. فلا أدري أرفع رأسه قبلي، أو كان ممن استثنى الله عز وجل. ومن قال: أنا خير من يونس بن متى، كذب".

أقول: لا يصح لأحد أن يفضل أحدًا عند الله إلا بوحي، وعلى هذا فلا يصلح أن يفضل أحدًا أحدًا على يونس عليه السلام من عنه نفسه، وإلا فالنصوص تذكر صراحة تفاضل النبيين وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم أفضلهم. وقل مثل ذلك في أي تفضيل بين البشر ومن ذلك التفضيل بين الصحابة فمن من عند نفسه فقد افترى، ومن فضل بحق بناء على نص فقد اهتدى، وعلى ذلك يحمل كلام بعض الدعاة إلى الله إذ ينهون عن التفضيل بين الصحابة، فمرادهم التفضيل بلا نص.

١١٧٦ - * روى مالك عن كعب بن مالك رضي الله عنه كان يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما نسمة المؤمن طير يعلق في شجر الجنة، حتى يرجعه الله في جسده يوم يبعثه".


١١٧٥ - ابن ماجه (٢/ ١٤٢٨) ٣٧ - كتاب الزهد، ٣٣ - باب ذكر البعث. وفي الزوائد إسناده صحيح، ورجاله ثقات.
(١) الزمر: ٦٨
١١٧٦ - الموطأ (١/ ٢٤٠) ١٦ - كتاب الجنائز، ١٦ - باب جامع الجنائز.
والنسائي (٤/ ١٠٨) ٢١ - كتاب الجنائز، ١١٧ - باب أرواح المؤمنين ولم يذكر "يعلق".
وابن ماجه (٢/ ١٤٢٨) ٣٧ - كتاب الزهد، ٢٢ - باب ذكر القبر والبلى.
(النسمة): الروح والنفس ... (يعلق): يأكل.

<<  <  ج: ص:  >  >>