للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في هذه الآية دليل على أن أهل الإيمان يحشرون مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين فهم معهم في المواقف وهم معهم في الجنة، ولذلك فإن على أهل الإيمان أن يطيعوا الله والرسول وأن يحبوا الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين فإن المرء يحشر مع من أحب.

{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} (١).

قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} يدل على أن هناك أئمة ضلال كما أن هناك أئمة هداية وكما أن المؤمن يحشر مع أئمته فإن الكافر يحشر مع أئمته ويدخل النار معهم.

{يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا * وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا} (٢).

قوله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} أي بنبيهم أو بمقدمهم في الدين ويحتمل النص معاني أخرى وعلى المعنى المذكور فالآية تدل على أنه في موقف من مواقف يوم القيامة يدعى كل إمام لقوم فأئمة الهدى يكرمون ويرجعون إلى أتباعهم مبشرين وأئمة الضلال يهانون ويرجعون إلى أتباعهم يائسين موئيسين بائسين مبئسين.

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ * يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ * وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ} (٣).

قوله تعالى: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ}: أي إلى النار كما كان يقدمهم في الدنيا إلى الضلال وهذا دليل على أن إمام القوم في الهدى أو في الضلالة يكون معه أتباعه إما إلى جنه إن كان من


(١) القصص: ٤١، ٤٢.
(٢) الإسراء: ٧١، ٧٢.
(الفتيل). أدنى شيء وأقله.
(٣) هود: ٩٦ - ٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>