للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يكون ملاذ المؤمن قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: "وبين ذلك امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس" ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا "فرب مبلغ أوعى من سامع"، وكما يكون هذا يكون العكس فرب مبلغ لا يعي أن يضع النصوص في مواضعها، ولا يحملها على محاملها الصحيحة ولا يعطيها محلها في مجموعة النصوص الواردة في الموضوع الواحد، ومن ههنا فإننا لا نعطي حق الإمامة في الدين والاجتهاد في الفهم إلا لمن توافرت فيه شروطه، ثم إن الصحابة أنفسهم قد يوجد عند بعضهم من العلم مالا يوجد عند الآخر مع أن الجميع لا يفوتهم قطعي في الشريعة ولا معلوم من الدين بالضرورة، ولكن قد يفوت بعضهم ما عند الآخر فإذا جمع ما عند الجميع وترك ما خالف فيه الثقة الثقات وما كان فيه عله تمنع الأخذ به استقام الأمر ويبقى القرآن هو الأصل والسنة شارحة له وكل ذلك يجعلنا نحتاج لتحقيقات الراسخين في العلم. وعلى كل الأحوال إذا فاتنا أن نعرف تحقيقات الراسخين في العلم فلا يفوتنا ونحن نقرأ نصوص السنة الثابتة التسليم، وإذا وجدنا تعارضا مع القطعيات المرجع، وإذا لم يكن هناك قطعيات فالتفويض لله والتصديق بما ورد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم- كما أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم- هو العاصم، كما لا يفوتنا في كل الأحوال ونحن نقرأ نصوص الكتاب والسنة أن يكون من جملة أهدافنا التأثر والجد والتشمير ليوم النشور، وهذا يتحقق في كل الأحوال سواء عرفنا تحقيق أهل التحقيق في الفهم الدقيق نتيجة الرسوخ في العلم والتدبر العميق أو لم نعرفه، ولنحذر أهل الشذوذ الذين يخالفون إجماع الراسخين في العلم ممن يسيئون الظن الهدى الذين أجمعت الأمة على إمامتهم.

١٢٢١ - * روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوة، فرفع إليه الذراع- وكانت تعجبه- فنهس منها نهسه وقال: "أنا سيد الناس


١٢٢١ - البخاري (٨/ ٢٩٥) ٦٥ - كتاب التفسير، ٥ - باب {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا}.
وله طرف فيه: (٦/ ٣٧١) ٦٠ - كتاب الأنبياء، ٣ - باب قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}.
مسلم (١/ ١٨٤) ١ - كتاب الإيمان، ٨٤ - باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.
والترمذي (٤/ ٦٢٢) ٣٨ - كتاب صفة القيامة، ١٠ - باب ما جاء في الشفاعة. وقال: حديث حسن صحيح.
(فنهس): النهس: أخذ اللحم بمقدم الأسنان.

<<  <  ج: ص:  >  >>