للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأخرجه من النار، فأنطلق فأفعل" هذا حديث أنس الذي أنبأنا به، فخرجنا من عنده، فلما كنا يظهر الجبان، قلنا: لو ملنا إلى الحسن فسلمنا عليه وهو مستخف في دار أبي خليفة؟ قال: فدخلنا عليه، فسلمنا عليه، قلنا: يا أبا سعيد، جئنا من عند أخيك أبي حمزة، فلم نسمع بمثل حديث حدثناه في الشفاعة، قال: هيه، فحدثناه الحديث، فقال: هيه، قلنا: ما زادنا؟ قال: قد حدثنا به منذ عشرين سنة، وهو يومئذ جميع، ولقد ترك شيئا ما أدري: أنسى الشيخ، أم كره أن يحدثكم فتتكلوا؟ قلنا له: حدثنا، فضحك وقال: خلق الإنسان من عجل، ما ذكرت لكم هذا إلا وأنا أريد أن أحدثكموه، قال: "ثم أرجع إلى ربي في الرابعة، فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدًا، فيقال لي: يا محمدًا، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعطه واشفع تشفع، فأقول: يارب، ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله، قال: فليس ذلك إليك، ولكن وعزتي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله" قال: فأشهد على الحسن أنه حدثنا به أنه سمع أنس بن مالك- أراه قال: قبل عشرين سنة- وهو يومئذ جميع.

١٢٨٢ - * روى البخاري تعليقا: عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يحبس المؤمنون يوم القيامة ... " وذكر نحوه، وفي آخره: "ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن". أي وجب عليه الخلود، ثم تلا هذه الآية {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} (١) قال: وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم صلى الله عليه وسلم. زاد في رواية (٢): فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة".

أقول: هذا الحديث يتحدث عن الفزعة الثالثة (الفزعة التي لدخول الجنة) إلا أنه


= (الجبان): والجبانة: المقابر.
١٢٨٢ - البخاري (١٢/ ٤٢٢) ٩٧ - كتاب التوحيد، ٢٤ - باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ....}.
(١) الإسراء: ٧٩.
(٢) البخاري (١٢/ ٢٩٢) ٩٧ - كتاب التوحيد، ١٩ - باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>