للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُدْهَامَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (١).

هذه الآيات من سورة الرحمن جاءت مباشرة قبل الآيات التي مرت معنا من سورة الواقعة وهي تتحدث عن مضمونها مع تفصيلات هنا أو هناك في الوصف فيما أعده الله لأهل الشمال أو لأهل اليمين أو للسابقين، وقد بدأ الحديث في سورة الواقعة عما أعده الله للسابقين وبدأ الحديث هنا عما أعده الله لأهل النار ثم ثني بالكلام عما أعده الله للمحسنين السابقين بدليل ختم الآيات التي تتحدث عن ذلك بقوله تعالى {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} (٢) ثم تحدثت عن الجنتين اللتين أعدهما الله لأهل اليمين وهما دون تلك الجنتين، وقوله تعالى {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} (٣) هل المراد به الانشقاق الذي يكون يوم القيامة ثم ما يؤول إليه حال الناس بعد الموقف والسؤال والحساب أو المراد به انشقاق آخر يكون في جهة العلو يسبق إدخال أهل النار النار؟ الآية تحتمل هذا وهذا. وقوله تعالى {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ} (٤) يرجع القول الذي يقول بأنه انشقاق آخر غير الانشقاق الأول، فكأن هذا الانشقاق يكون بعد أن يتم الحساب والميزان وتقوم الحجة على الخلق ولم يبق إلا أن يدخل أهل النار النار وأهل الجنة الجنة، ومما قاله


(١) الرحمن: ٢٧ - ٧٨.
(٢) الرحمن: ٦٠.
(٣) الرحمن: ٢٧.
(٤) الرحمن: ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>