للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كبارها، فيعرض عليها صغارها، فيقال له: عملت يوم كذا وكذا، وكذا وكذا، وعملت يوم كذا وكذا، وكذا وكذا؟ فيقول: نعم، لا يستطيع أن ينكر، وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه، فيقال له: فإن لك مكان كل سيئة حسنة، فيقول: رب، قد عملت أشياء لا أراها ههنا" قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه.

١٣٨٠ - * روى مسلم عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سأل موسى عليه السلام ربه: ما أدنى اهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة، فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم، وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أما ترضى أن يكون لك مثل ملك ملكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب، فيقول: لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله، فقال في الخامسة: رضيت رب، فيقول هذا لك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك، ولذت عينك، فيقول: رضيت رب، قال رب، فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت، غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، فلم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر قال: ومصداقه في كتاب الله عز وجل: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ...} (١) ".


١٣٨٠ - مسلم (١/ ١٧٦) ١ - كتاب الإيمان، ٨٤ - باب أدنى أهل الجنة منزلة. ...
والترمذي (٤/ ٣٤٧) ٤٨ - كتاب التفسير، ٢٣ - باب "ومن سورة السجدة".
وقد أخرجه إلى قوله: "فيقول رضيت رب" في الثالثة.
(١) السجدة ١٧.
قال ابن الأثير:
(أخذاتهم): أخذ الناس أخذاتهم، أي نزلوا منازلهم المختصة بهم، زاد الحميدي في غريبه: واستوفوا مراتبهم.
والإخاذة: الأرض يأخذها الرجل لنفسه يحوزها، قاله ابن فارس. أهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>