للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نهض وطلع، وقيل: إن "النوء": هو الغروب فهو من الأضداد، قال أبو عبيد: لم نسمع في النوء أنه السقوط، إلا في هذا الموضع، وإنما غلظ النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الأنواء، لأن العرب كانت تنسب المطر إليها، فأما من جعل المطر من فعل الله تعالى، وأراد بقوله: "مطرنا بنوء كذا" أي: في وقت كذا، وهو هذا النوء الفلاني، فإن ذلك جائز، فقد قيل: "إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أراد أن يستسقى، فنادي بالعباس بن عبد المطلب: كم بقي من نوء الثريا؟ فقال: إن العلماء بها يزعمون أنها تعترض في الأفق سبعًا بعد وقوعها، فما مضت تلك السبع حتى غيث الناس، وأراد عمر: كم بقي من الوقت الذي قد جرت العادة أنه إذا تم أتى الله بالمطر، وأما قوله: "كافر بي" فيحتمل أنه أراد به الكفر الذي هو ضد الإيمان، ويحتمل أنه أراد به الكفر الذي هو ضد الشكر، يعني أنه كفر نعمة الله، حيث نسبها إلى غيره.

وعلى النجوم المنهي عنه: هو ما يدعيه أهل التنجيم من علم الكائنات والحوادث التي لم تقع وستجئ في المستقبل، وأنهم يدركون معرفتها بتسيير الكواكب، وانتقالاتها واجتماعها وافتراقها، وأن لها تأثيرًا أختياريًا في العالم، فأما من يعرف من النجوم لمعرفة الأوقات، والاهتداء بها في الطرقات، ومعرفة القبلة وأشباه ذلك، فليس به بأس. أهـ.

١٤٤٩ - * روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم تروا إلى ما قال ربكم؟ قال: ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم بها كافرين، يقولون: الكوكب، وبالكوكب".

وفي رواية (١): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما أنزل الله من السماء من بركة إلا أصبح فريق من الناس بها كافرين، ينزل الله الغيث، فيقولون: الكوكب كذا وكذا".

وفي رواية النسائي (٢)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل ما أنعمت


١٤٤٩ - مسلم (١/ ٨٤) ١ - كتاب الإيمان، ٢٢ - باب بيان كفر من قال مطرنا بالنوء.
(١) مسلم: نفس الموضع.
(٢) النسائي (٣/ ١٦٤) ١٧ - كتاب الاستسقاء، ١٦ - باب كراهية الاستمطار بالكوكب.

<<  <  ج: ص:  >  >>