للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لنا، فنزلنا منزلًا، فجاءت جارية، فقالت: إن سيد الحي سليم، وغن نفرنا غيب، فهل منكم راق، فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية، فرقاه فبرأ، فأمر له بثلاثين شاة، وسقانا لبنًا، فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية؟ أو: كنت ترقي؟ قال: لا، ما رقيت إلا بأم الكتاب، قلنا: لا تحدثوا شيئًا حتى نأتي - أو نسأل - رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي، فقال: "وما كان يدريه أنها رقية، اقسموا، واضربوا لي بسهم".

وفي رواية (١) قال: انطلق نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا علي حي من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا بكم، لعلك عندهم بعض شيء؟ فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط، إن سيدنا لدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فهل عند أحدكم منكم من شيء؟ فقال بعضهم: إني والله لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيقونا، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلًا، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فكأنما أنشط من عقال، فانطلق يمشي، وما به قلبه، قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، وقال بعضهم: اقتسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان، فننظر الذي يأمرنا به، فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا له، فقال: "وما يدريك أنها رقية؟ " ثم قال: "قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهمًا"، وضحك النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي رواية الترمذي (٢) قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية ... وكذر نحوه، وفيه "أن أبا سعيد هو الذي رقاه، وفيه: أنه قرأ {الْحَمْدُ} سبع مرات، وأن الغنم كانت ثلاثين شاة.


(١) البخاري (٤/ ٤٥٣) ٢٧ - كتاب الإجارة، ١٦ - باب ما يعطي في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب.
(٢) الترمذي (٤/ ٣٩٨) ٢٩ - كتاب الطب، ٢٠ - باب ما جاء في أخذ الأجرة على التعويذ.
وقال هذا حديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>