للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولى الإسلام ظهره".

المراد بالسهم الأول- في الحديث الأول: حديث حذيفة- الذي عبر عنه بالإسلام: قبول الإسلام والإيمان به، ورمز ذلك النطق بالشهادتين، وهذا الحديث له أهمية خاصة، فالله عز وجل أخبر عن اليهود بقوله:

{فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} (١) أي- نصيباً- {فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} (٢) والحديث الذي بين أيدينا يذكر أسهم الإسلام: أن أنصباءه أي حظوظه، فإذا ترك أبناء الأمة الإسلامية واحدا من هذه السهام فإنهم يستحقون إلقاء العداوة والبغضاء فيما بينهم، وإن كانت الآية تشير إلى هذه السهام وغيرها مما أنزله الله عز وجل من وحي، ولكن هذه السهام لها وضع هام في هذا الشأن، ولما كان من أساليب العرب أن تذكر جزءا وتعبر به عن الكل لتبيان أهمية الجزء فالحديث اللاحق يخص ثلاثة من أسهم الإسلام الثمانية بالذكر تبيانا لأهميتها، وفي السياق يذكر الحديث أهمية تولي الله للعبد ليحرص المسلم على هذه المعاني مجتمعة:

١٧٤ - * روى أحمد عن عائشة رفعه، "ثلاث أحلف عليهن، لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له، وأسهم الإسلام الثلاثة الصلاة، والصوم، والزكاة، ولا يتولى الله عبداً في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة ولا يحب رجل قوماً إلا جعله معهم والرابعة لو حلفت عليها رجوت أن لا آثم لا يستر الله عبداً في الدنيا إلا ستره يوم القيامة".


(١) المائدة: ١٢.
(٢) المائدة: ١٤.
١٧٤ - مسند أحمد (٦/ ١٤٥).
مجمع الزوائد (١/ ٢٢). وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات ورواه أبو يعلى أيضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>