للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢١٦ - * روى مسلم عن أبي مالك الأشعري؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"الطهور شطر الإيمان. والحمد لله تملأ الميزان. وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) ما بين السماوات والأرض. والصلاة نور. والصدقة برهان. والصبر ضياء.

والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبايع نفسه. فمعتقها أو موبقها".

٢١٧ - * روى مسلم عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه. ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه" فقلت: يا نبي الله! أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت. فقال: "ليس كذلك. ولكم المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله، فأحب الله لقاءه. وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه، كره لقاء الله وكره الله لقاءه".


٢١٦ - مسلم (١/ ٢٠٣) ٣ - كتاب الطهارة ١ - باب فضل الوضوء.
(الطهور): قال جمهور أهل اللغة: يقال: الوضوء. والطهور، بضم أولهما إذا أريد به الفعل الذي هو المصدر ويقال: الوضوء والطهور، بفتح أولهما، إذا أريد به الماء الذي يتطهر به. (شطر) أصل الشرط النصف.
(الصلاة نور): فمعناه أنها تمنع من المعاصي وتنهي عن الفحشاء والمنكر وتهدي إلى الصواب. كما أن النور يستضاء به.
(والصدقة برهان) قال صاحب التحرير: معناه يفزع إليها كل يفزع إلى البراهين. كأن العبد إذا سئل يوم القيامة عن مصرف ماله كانت صدقاته براهين في جواب هذا السؤال، فيقول: تصدقت به.
(والصبر ضياء): فمعناه الصبر المحبوب في الشرع. وهو الصبر على طاعة الله والصبر عن معصيته. والصبر أيضا على النائبات وأنواع المكاره في الدنيا. والمراد أن الصبر محمود. ولا يزال صاحبه مستضيئاً مهتدياً مستمراً على الصواب.
(والقرآن حجة لك أو عليك): معناه ظاهر. أي تنتفع به إن تلوته وعملت به وإلا فهو حجة عليك.
(كل الناس يغدو إلخ): فمعناه كل إنسان يسعى بنفسه. فمنهم من يبيعها لله بطاعته فيعتقها من العذاب. ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعها فيوبقها. أي يهلكها.
٢١٧ - مسلم (٤/ ٢٠٦٥، ٢٠٦٦، ٢٠٦٧) ٤٨ - كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ٥ - باب من أحب لقاء الله. إلخ.
(كره الله لقاءه): هذا الحديث يفسر أخره أوله. ويبين المراد بباقي الأحاديث المطلقة: من أحب لقاء الله. ومن كره لقاء الله. ومعنى الحديث أن الكراهة المعتبرة هي التي تكون عند النزع في حالة لا تقبل نوته ولا غيرها.
فحينئذ يبشر كل إنسان بما هو صائر إليه وما أعد له ويكشف له عن ذلك. فأهل السعادة يحبون الموت ولقاء الله لينتقلوا إلى ما أعد لهم ويحب الله لقاءهم أي فيجزل لهم العطاء والكرامة، وأهل الشقاوة يكرهون لقاءه، لما علموا من سوء ما ينتقلون إليه، ويكره الله لقاءهم، أي يبعدهم عن رحمته وكرامته، ولا يريد ذلك بهم وهذا معنى كراهته سبحانه لقاءهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>