للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي أخرى (١): "من كان أن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع يهوديًّا أو نصرانيًّا".

قال البيضاوي: المراد بالحب هنا، الحب العقلي الذي هو إيثار ما يقتضي العقل السليم رجحانه إن كان على خلاف هوى النفس، كالمريض يعاف الدواء بطبعه، فينفر عنه، ويميل إليه بمقتضى عقله فيهوى تناوله، فإذا تأمل المرء أن الشارع لا يأمر ولا ينهى إلا بما فيه إصلاح عاجل، أو خلاص آجل، والعقل يقتضي رجحان جانب ذلك، تمرن على الائتمار بأمره يصير هواه تبعًا له ويلتذ بذلك التذاذا عقليًّا، إذ الالتذاذ العقلي إدراك ما هو كمال وخير من حيث هو كذلك.

ومن النصوص التي تتحدث عما يقابل الإيمان الذوقي هذه النصوص:

٣٠٣ - * روى الطبراني عن ابن عمر: قال: لقد عشت برهة من دهري وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن تقف عنده منها كما تعلمون أنتم القرآن، ثم لقد رأيت رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بيت فاتحة الكتاب إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره وما ينبغي أن يقف عنده، وينثره نثر الدقل (هو أردأ أنواع التمر).

٣٠٤ - * روى مسلم عن زيد بن وهبٍ الجهني رضي الله عنه أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي، الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي: أيها الناس، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يخرج قوم من أمتي، يقرؤون القرآن، ليس قراءتكم إلى قراءتهم


= النسائي (٨/ ٩٤) - ٤٧ - كتاب الإيمان وشرائعه- ٢ - باب طعم الإيمان.
(١) مسلم (١/ ٦٧)، في الموضع السابق.
٣٠٣ - مجمع الزوائد (١/ ٦٥) وقال: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
المستدرك (١/ ٣٥). وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
(ينثره نثر الدقل): يلفظه دون اهتمام.
(والدقل): التمر الرديء.
٣٠٤ - مسلم (٢/ ٧٤٨) - ١٢ - كتاب الزكاة- ٤٨ - باب التحريض على قتل الخوارج.
وأبو داود (٤/ ٢٤٤) - كتاب السنة- باب في قتال الخوارج.

<<  <  ج: ص:  >  >>