للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} (١).

وزاد البخاري (٢): "فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء".

وفي رواية (٣) قال: "ما من مولودٍ إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه، كما تنتجون الإبل، فهل تجدون فيها جدعاء، حتى تكونوا أنتم تجدعونها". قالوا: يا رسول الله، أفرأيت من يموت صغيرًا؟ قال: "الله أعلم بما كانوا عاملين".

قوله (ما من مولود إلا يولد على الفطرة):

قال ابن الأثير:

"من" زائدة، "ومولود": مبتدأ، "ويولد" خبره، وتقديره: ما مولود يولد على أمر إلا على الفطرة، وهي لغة: الخلقة -والمراد بها في أشهر الأقوال: الإسلام، قال ابن عبد البر: وهو المعروف عند عامة السلف، وأجمع أهل العلم بالتأويل على أن المراد بقوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} (٤) الإسلام. ا. هـ.

أقول يولد الإنسان وقلبه نور خالص، فإذا وجد في بيئة إيمانية خالصة وتجاوب معها فإن قلبه يبقى نورًا خالصًا وإلا فإنه يتأثر ببيئته فيخرج إما كافرًا خالصًا أو منافقًا خالصًا أو يخرج وقلبه فيه إيمان ونفاق، فإذا بلغ فأصبح مسؤولاً عن نفسه فعليه أن يصل إلى الإيمان الخالص وبذلك يكون قد أعاد قلبه إلى أصل الفطرة.


(١) الروم: ٣٠.
(٢) البخاري (٣/ ٢١٩) -٢٣ - كتاب الجنائز -٧٩ - باب إذا أسلم الصبي ل يصلى عليه.
تنتهج البهيمة: تلد.
الجمعاء: الجمعاء من البهائم وغيرها: التي لم يذهب من بدنها شيء.
الجدعاء: المقطوعة الأذن أو الأنف أو الشفة أو اليد وغير ذلك.
(٣) البخاري (١١/ ٤٩٣) -٨٢ - كتاب القدر -٣ - باب الله أعلم بما كانوا عاملين.
ومسلم (٤/ ٣٠٤٨)، في الموضع السابق.
(٤) الروم: ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>