للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويطلق العقل في الشريعة على شيئين:

أولاً: على ما هو مناط فهم الخطاب، وإذا وجد فقد أصبح الإنسان مكلفاً ضمن شروط.

ثانياً: على قبول خطاب الشارع والعمل به وذلك هو العقل الشرعي.

وعلى هذا يحمل قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (١). {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ} (٢) {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا} (٣).

والقلب يطلق في الشريعة: على العقل الشرعي، وعلى القلب الحسي، وعلى القلب المرتبط بالقلب الحسي، وهو محل الإيمان والكفر، وعليه يحمل قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} (٤) {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} (٥) {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (٦).

والنفس تطلق في الشريعة: على الذات كلها جسداً وروحاً، وتطلق على الروح وحدها، وتطلق على الدم، وتطلق على مطالب الروح المتأثرة بمطالب الجسد المذمومة.

وتسمى الروح إذا خالطت الجسد نفساً، وها نحن نذكر لك بعد هذا البيان بعض النصوص التي تناسب عنوان هذا الفصل، ومضمونه الذي تحدثنا عنه في هذه المقدمة، مبتدئين بذكر بعض النصوص التي تتحدث عن الجسد، للإشعار ببعض الواجبات الجسدية، وببعض حقوق الجسد، ومن مثل ذلك يعرف وضع الجسد في الإسلام: حقوقه، وواجباته، وكمالاته، وضرورة رعايته، لا كما تحاول ملل أخرى أن تعذبة أو تحرمه من ضرورات مباحة.


(١) الملك: ١٠.
(٢) الحشر: ١٤.
(٣) الأعراف: ١٧٩.
(٤) البقرة: ١٠.
(٥) البقرة: ٧.
(٦) الحج: ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>