للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبين حذيفة بعض ما يكونُ بين الناس، فقال: أنشدُك الله، كم كان أصحابُ العقبة؟ قال: فقال له القومُ: أخبره إذ سألك. فقال: كنا نخبرُ أنهم أربعة عشر، فإن كنت منهم فقد كان القومُ خمسة عشر، وأشهدُ بالله: أن اثني عشر منهم حربٌ لله ولرسوله في الحياة الدنيا، ويوم يقومُ الأشهاد، وعذر ثلاثةٌ، قالوا: ما سمعنا مُنادي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا علمنا بما أراد القومُ، وقد كان في حَرَّةٍ، فمشى، فقال: "إن الماء قليلٌ، فلا يسبقني إليه أحدٌ" فوجد قوماً قد سبقوه، فلعنهم يومئذٍ.

قال ابن الأثير: قد يظن بعض من لا علم عنده، أن أصحاب العقبة المذكورين في هذا الحديث: هم أصحابُ العقبة الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام، وحاشاهم من ذلك، إنما هؤلاء قوم عَرضُوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في عقبة صعِدَها لما قَفَل مِن غزوة تبوك، وقد كان أمر منادياً، فنادى: لا يطلع العقبة أحدٌ. فلما أخذها النبي صلى الله عليه وسلم عرضوا له وهم متلثمون، لئلا يُعرفوا، أرادوا به سوءاً، فلم يُقدرهم الله تعالى.

٣٧٣ - * روى أحمد عن أبي الطفيل، قال: لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أمر منادياً فنادى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذٌ العقبة فلا يأخذها أحدٌ، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوده عمار ويسوقه حُذيفةُ إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل، حتى غَشوا عماراً وهو يسوقُ برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة: "قُدْ قُدْ". حتى هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل، ورجع عمارٌ، فقال: "يا عمارُ هل عرفت القوم". قال: قد عرفت عامة الرواحل، والقومُ متلثمون. قال: "هل تدري ما أرادوا". قال: الله ورسوله أعلم. قال: "أرادوا أن ينفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم ويطرحوه". قال: فساب عمارٌ رضي الله عنه رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: نشدتُك بالله ما كان أصحابُ العقبة؟ قال: أربعة عشر. فقال: إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر فعد رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ثلاثة قالوا: والله ما


= وقصة أهل العقبة هؤلاء ذكرها الهيثمي بسياق أتم.
٣٧٣ - أحمد (٥/ ٤٥٢).
قال في المجمع (٦/ ١٩٥): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>