للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإنما أوردنا هذه النصوص في بحث نواقض الشهادتين للإشعار بأن هناك ناساً يدخلون الإسلام ثم يرتكبون ناقضاً من نواقض الشهادتين.

وللبخاري (١): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا قائم على الحوض: إذا زُمرةً، حتى عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلمَّ فقلتُ: إلى أين؟ فقال: إلى النار والله. فقلتُ: ما شأنُهم؟ فقال: إنهم قد ارتدوا على أدبارهم القهقري. ثم إذا زُمرةٌ أخرى، حتى إذا عرفتُهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال لهم: هلم. قلتُ: إلى أين؟ قال: إلى النار والله. قلتُ: ما شأنُهم؟ قال: إنهم قد ارتدوا على أدبارهم. فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم".

ولمسلم (٢): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تَردُ عليَّ أمتي الحوض، وأنا أذُودُ الناس عنه، كما يذود الرجلُ إبل الرجلِ عن إبله". قالوا: يا نبيَّ الله تعرفُنا؟ قال: "نعم، لكم سيما ليست لأحد غيركم، تردون غراً مُحجلين من آثار الوضوء وليصدن عني طائفةٌ منكم، فلا يصلون، فأقول: يا ربِّ، هؤلاء من أصحابي، فيجيبني ملكٌ، فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟ ".

وفي أخرى (٣) قال: "إن حوضي أبعدُ من أيلةَ من عدنٍ، لهو أشد بياضاً من الثلج، وأحلى من العسل باللبن، ولآنيته أكثر من عدد النجوم، وإني لأصدُ الناس [عنه] كما يصد الرجلُ إبلَ الناس عن حوضه". قالوا: يا رسول الله، أتعرفنا يومئذٍ؟ قال: نعم، لكم سيما ليست لأحدٍ من الأمم، تردُون عليَّ غُراً محجلين


(١) البخاري (١١/ ٤٦٥)، الموضع السابق.
(٢) مسلم (١/ ٢١٧) -٢ - كتاب الطهارة -١٢ - باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء.
(٣) مسلم، الموضع السابق.
فيحلؤون: أي: يُدفعون عن الماء، ويُطردون عن وروده، ومن رواه "فيجلون" بالجيم، فهو من الجلاء: النفي عن الوطن، وهو راجع إلى الطرد.
زمرة الزمرة: الجماعة من الناس.
هَمَل النعم النْعَمِ الهمَل: الإبل الضالة، والمعنى: أن الناجي منها قليل كهَمَل النْعم.
لأسد الصد: المنع.
سيما السيَّما: العلامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>