للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك وكأن الرجل يتقالها، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن".

قال الحافظ في الفتح: القارئ هو قتادة بن النعمان. أخرجه أحمد بن طريف بن الهيثم عن أبي سعيد، قال: بات قتادة بن النعمان يقرأ من الليل كله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} لا يزيد عليها. والذي سمعه لعله أخوه لأمه أبو سعيد، وكانا متجاورين، وبذلك جزم ابن عبد البر. وقد خرج الدارقطني من طريق إسحاق بن الطباع عن مالك في هذا الحديث بلفظ إن لي جارًا يقوم بالليل فمل يقرأ إلا بقل هو الله أحد. أهـ (١).

وفي الحديث إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم له على هذا التخصيص والاقتصار على هذه السورة في قيام الليل، مع ما فيه من التخصيص الذي لم يكن من عمله صلى الله عليه وآله وسلم. وفيه ما في سابقيه برقم ٣، ٤ من الدلالة على جواز تخصيص بعض القرآن بميل النفس إليه والاستكثار منه، ولا يعد ذلك هجرانا لغيره. ومع كل هذا فلم نجد من العلماء من قال بأفضلية قيام الليل بها وحدها، لأن ما كان عليه عمل الرسول صلى الله عليه وسلم من القراءة بالقرآن كله أفضل من ذلك، ولكن عمله وما يشبهه داخل في نطاق السنة، وليس فيه ما يذم؛ بل هو محمود على كل حال. وفيه رد على المبدعين [بالباطل] كالأحاديث السابقة والتي ستأتي.

٤٢٨ - * الحديث العاشر: روى ابن حبان عن ابن بريدة عن أبيه قال دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسجد فإذا رجل يصلي يدعو: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا


(١) فتح الباري (٩/ ٥٩، ٦٠).
٤٢٨ - ابن حبان (٢/ ١٢٥) - كتاب الرقائق- باب ذكر البيان بأن دعاء بما وصفنا إنما هو دعاؤه باسم الله الأعظم الذي لا يخيب من سأل ربه به.
أحمد (٥/ ٣٤٩).
أبو داود (٢/ ٧٩) - كتاب الصلاة- باب الدعاء.
الترمذي (٥/ ٥١٥) - ٤٩ - كتاب الدعوات- ٦٤ - باب جامع الدعوات عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ابن ماجه (٢/ ١٢٦٧) - ٣٤ - كتاب الدعاء- ٩ - باب اسم الله الأعظم.
ورواه أيضًا النسائي في الكبرى في كتاب التفسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>