للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صلى الله عليه وسلم، يقول: "كان في بني إسرائيل رجلان متواخيان، أحدهما مذنب والآخر في العبادة مجتهدٌ، فكان المجتهد لا يزال يرى الآخر على ذنب، فيقول: أقصر، فوجده يوماً على ذنب، فقال: أقصر، فقال: خلني وربي أبعثت عليَّ رقيباً؟ فقال له: والله لا يغفر الله لك- أو قال: لا يُدخلك الجنة- فقبض الله أرواحهما، فاجتمعا عند ربِّ العالمين، فقال الرب تعالى للمجتهد: أكنت على ما في يدي قادراً؟ وقال للمُذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار، قال أبو هريرة: تكلم والله بكلمةٍ أوبقت دنياه وآخرته".

٢٠ - * روى مسلم عن مسروق رحمه الله، قال: سألنا عبد الله بن مسعودٍ عن هذه الآية {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (٢) فقال: أما إنا قد سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: "أرواحهم في جوف طيرٍ خضر، لها قناديل معلقةٌ بالعرش، تشرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعةً، فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: أي شيءٍ نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مراتٍ، فلما رأوا أنهم لم يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يا رب، نريد أن تردَّ علينا أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجةٌ تركوا".

أقول: إن كينونة أرواحهم في أجواف الطيور من زيادة الإكرام، فالطيور بالنسبة لهم كالسيارة أو الطائرة لراكبها.

٢١ - * روى مسلم عن أبي هريرة. قال: "إذا خرجت روح المؤمن تلقاقا ملكان يصعدانها قال حماد: فذكر من طيب ريحها، وذكر المسك.


٢٠ - مسلم (٣/ ١٥٠٢) ٣٣ - كتاب الإمارة ٣٣ - باب بيان أن أرواح الشهداء في الجنة.
(٢) آل عمران ١٦٩.
٢١ - مسلم (٤/ ٢٢٠٢) ٥١ - كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ١٧ - باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر، والتعوذ منه.
(ريطة): الريطة ثوب رقيق. وقيل: هي الملاءة. وكان سبب ردها على الأنف بسبب ما ذكر من نتن ريح روح الكافر.

<<  <  ج: ص:  >  >>