منه على النظافة والتجمل وأبطلت وجوب القبلة متمسكة بقوله تعالى (أينما تولوا فثم وجه الله).
أما من الوجهة الأخلاقية فالبابية تهتم قبل كل شيء بتهذيب العواطف النفسية الجميلة كالسخاء ولطف المعاشرة والأدب، ولا يوجد في عقوبتها المقررة عقوبة الإعدام ولا التعذيب بالضرب ونحوه، فقد قال البيان في هذا ما ترجمته:
"إن الله قد حرم استخدام الشدة حتى ولو ضربك ضارب بيده على الكتف".
أما العقوبات المستعملة عند البابيين للتأديب فهي نوعان (أولا) التغريم على حسب شدة الجريمة (ثانيًا) الابتعاد عن مقاربة النساء مدة مناسبة للذنب المقترف أ. هـ.
أقول: إن العرض الذي عرضه فريد وجدي ناقلًا إياه من المصادر الأوروبية كان فيه كثير من الحرارة التي تحوي في طياتها الدفاع عن فكرة المريض المنتن يصل إلى الإباحية في بعض صوره حتى إن قرة العين لم تقتل حتى أباحت المحرمات إلا أن العاطفة الأوروبية تكون دائمًا مع حرية الاعتقاد فتميل للدفاع الحار عن المضطهدين إلا إذا كانوا مسلمين، لاحظ العبارات الحارة التي مرت معنا في وصف ما حدث للبابية ثم ابحث عن مثلها إذا اضطهد المسلمون فإنك لا تجد إلا صمتًا.