للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الخطابي: قد أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج على ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين، ورأوا مناكحتهم وأكل ذبائحهم، وأجازوا شهادتهم، وسئل عنهم علي بن أبي طالب، فقيل: أكفارهم؟ قال: من الكفر فروا، فقيل: فمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلًا، وهؤلاء يذكرون الله بكرة وأصيلا، قيل: من هم؟ قال: قوم أصابتهم فتنة فعموا وصموا. قال الخطابي: فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم: "يمرقون من الدين" أراد بالدين: أنهم يخرجون من طاعة الإمام المفترض الطاعة، وينسلخون منها، والله أعلم.

أقول:

هؤلاء ثوم دخلوا في الإسلام وخرجوا منه سريعًا، ومظهر ذلك أن يقبلوه ثم لا يلتزموا بأحكامه.

أقول:

يلاحظ أنه ورد في هذه الرواية (لا تجاوز صلاتهم تراقيهم) وفي رواية سويد بن غفلة (لا يجاوز إيمانهم حناجرهم) وفي رواية عبيد الله بن أبي رافع: (يقولون الحق لا يجاوز هذا منهم- وأشار إلى حلقه) فهذه كلها علامات عليهم، ومن ثم فإن على المربين في الأمة الإسلامية أن يلحظوا هذا فيركزوا على الإيمان القلبي وعلى الخشوع القلبي في الصلاة وعلى أن يوافق القول العمل، وفي الرواية اللاحقة سنرى رواية أبي سعيد الخدري: (يقرأون القرآن لا يجاوز حلوقهم أو حناجرهم). فقراءة القرآن وتأثر القلب بها علامة على أن الإنسان ليس من هؤلاء وإلا فالخطر كبير.

٤٤٧ - * روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، من رواية أبي سلمة وعطاء بن يسار، أنهما أتيا أبا سعيد الخدري فسألاه عن الحرورية، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها؟ قال: لا أدري من الحرورية؟ ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:


٤٤٧ - البخاري (١٠/ ٥٥١) - ٧٨ - كتاب الأدب ٩٥ - باب ما جاء في قول الرجل "ويلك".
مسلم (٢/ ٧٤٣) ١٢ - كتاب الزكاة ٤٧ - باب ذكر الخوارج وصفاتهم. ... =

<<  <  ج: ص:  >  >>