للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أقول: للعلماء في تفسير الطائفة التي ورد ذكرها في أحاديث كثيرة كلام كثير، ويكاد الجميع يتفقون على: أن أهل العلم من أهل السنة والجماعة يدخلون في هذه الطائفة وبعضهم لم يدخل معهم غيرهم فيها وبعضهم أدخل معهم غيرها، ومما يدل على أن أهل العلم همن هذه الطائفة أو منها: استعمال كلمة الطائفة في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ} (١) ومن كلام العلماء في هذه الطائفة ما ذكره النووي في شرح مسلم فقال: (إن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين، منهم شجعان مقاتلون، ومنهم محدثون ومنهمن زهاد، آمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونوا متفرقين في أقطار الأرض) أ. هـ.

ومن كلام العلماء في هذه الطائفة ما ذكره البخاري وعلق عليه ابن حجر وهذا كلامهما:

قال البخاري: (باب وكذلك جعلناكم أمة وسطاً، وما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- من لزوم الجماعة وهم أهل العلم) أ. هـ.

قال ابن حجر: (فعرف أن المراد با لوصف المذكور أهل السنة والجماعة، وهم أهل العلم الشرعي، ومن سواهم ولو نسب إلى العلم، فهي نسبة صورة لا حقيقية) أ. هـ.

٤٧٤ - * روى الطبراني في الأوسط عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رحم الله من سمع مقالتي حتى يُبلِّغها غيره، ثلاث لا يُغِلُّ عليهن قلب امرئ مسلم؛ إخلاص العمل لله، والنصح لأئمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإن دُعاءهم يحيط من ورائهم إنه من تكن الدنيا نيته يجعل الله فقره بين عينيه، ويُشتتُ عليه ضيعتهُ ولا يأتيه منها إلا ما كُتب له، ومن تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه، ويكفيه ضيعته وتأتيه الدنيا وهي راغمة".


(١) التوبة: ١٢٢.
٤٧٤ - مجمع الزوائد (١٠/ ٢٤٧). وقال: روى ابن ماجه بعضه - رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>