للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولكن قد تتجسد الجماعة بفردٍ فليلازمه وليعملا معاً في نصرة الإسلام.

ومع حبنا لدعاة الإسلام كلهم، ومع حبنا لكل مسلم، ومع إعطائنا الولاء والإخاء للمسلمين جميعاً، فإننا نستشعر أن المحاولات الجادة لاستئناف الحياة الإسلامية الراشدة يتوضع حولها وفي بنائها كثير من الأغاليط التي تحتاج إلى بصيرة نافذة كي لا يكون الإنسان شريكاً فيها أو داخلاً في دوامتها، ومن ههنا نقول: (اعرف ثم التزم) فلقد قال أحد العارفين لتلميذه: (يا بني كن محدثاً صوفياً ولا تكن صوفياً محدثاً) فمن تصوف قبل العلم تعصب وتحزب وحمل النصوص على ما يوافق الهوى ولم يحمل الهوى على ما يوافق النصوص وكذلك من التزم بشيء قبل العلم ولم يكن التزامه على ضوء العلم خيف عليه، وخيف منه على الصف الإسلامي، ثم إنه في موضوع الالتزام نفسه تغلب أغاليط، فهناك فارق بين الالتزام بخليفة راشد أو سلطان راشد وبين التزام بإخاء للتعاون على خير، فهذا له أحكامه وهذا له أحكامه، وكثيراً ما رأينا أفراداً يلتبس عليهم هذا الأمر فيفهمون الالتزام الثاني على أنه الالتزام الأول، ولا يعطون الالتزام الأول حقوقه فتلتبس الأمور وتختلط المفاهيم وتحدث المشقة التي تستتبع الخلاف والاختلاف والعصيان.

* * *


= ومسلم (٣/ ١٤٧٥) ٣٣ - كتاب الإمارة ١٢ - باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين ... إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>