للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"ليأتين على الناس زمانٌ، لا يدري القاتل في أ] شيء [قَتَلَ]، ولا يدري المقتول في أي شيء قُتِل" قيل: وكيف؟ قال: "الهرجُ: القاتلُ والمقتولُ في النار".

أقول: فهذا هو قتال الفتنة، قتال على غير تبيّن أو اجتهاد صحيح من أهله.

٥٣٤ - * روى أبو داود عن أبي أمية الشعباني، قال: سألتُ أبا ثعلبة الخُشني رضي الله عنه قال: قلت: يا أبا ثعلبة، كيف تقول في هذه الآية: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ}؟ [المائدة: ١٠٥] قال: أما والله لقد سألت عنها خبيراً سألتُ عنها رسول الله صلى الله لعليه وسلم، فقال: "ائتمروا بالمعروف، وانتهوا عن المنكر، حتى إذا رأيتم شُحاً مطاعاً، وهوى متبعاً ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بنفسك، ودع عنك العوام، فإن من ورائكم أيام الصبرِ، الصبرُ فيهن مثلُ القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم".

وفي زيادة لأبي داود: قيل: يا رسول الله، أجرُ خمسين رجلاً منا، أو منهم؟ قال: "بل أجرُ خمسين رجلاً منكم".

قوله: (للعامل فيها أجر خمسين يعملون مثل عملكم): قال صاحب عون المعبود:

قال في فتح الودود: هذا في الأعمال التي يشق فعلها في تلك الأيام لا مطلقاً وقد جاء "لو أنفق أحدكم مثل أُحد ذهباً ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه" ولأن الصحابي أفضل من غيره مطلقاً انتهى وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام ليس هذا على إلاقه بل هو مبني على قاعدتين أحدهما أن الأعمال تشرفُ بثمراتها، والثانية أن الغريب في آخر الإسلام كالغريب في أوله وبالعكس لقوله عليه السلام: "بدأ الإسلامُ غريباً وسيعود غريباً كما


٥٣٤ - أبو داود (٤/ ١٢٣) كتاب الملاحم -باب الأمر والنهي.
والترمذي (٥/ ٢٥٧) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن ٦ - باب ومن سورة المائدة. وقال: حسن غريب.
وابن ماجه (٣/ ١٣٣٠) ٣٦ - كتاب الفتن ٢١ - باب قوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ}.
وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد يتقوى بها.
(الشح): البخل الشديد، وطاعته: أن يتبع الإنسان هوى نفسه لبخله، وينقاد له.
(دنيا مؤثرة): أي: محبوبة مشتهاة مقدمة عند أصحابها على ما هو واجب شرعاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>