للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأن عائشة لم تخبر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لم أر ربي، وإنما ذكرت ما ذكرت متأولة لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} لقول الله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}، والصحابي إذا قال قولاً وخالفه غيره منهم لم يكن قوله حجةً، وإذا صحت الروايات عن ابن عباس في إثبات الرؤية وجب المصير إلى إثباتها، فإنها ليست مما يدرك بالعقل ويؤخذ بالظن وإنما يُتلقى بالسماع، ولا يستجيز أحد أن يظن بابن عباس أنه تكلم في هذه المسألة بالظن والاجتهاد وقد قال معمر بن راشد حين ذكر اختلاف عائشة وابن عباس: ما عائشة عندنا بأعلم من ابن عباس. ثم إن ابن عباس أثبت شيئاً نفاه غيره والمثبت مقدم على النافي. هذا كلام صاحب التحرير. فالحاصل أن الراجح عند أكثر العلماء أن رسول الله ي رأى ربه بعيني رأسه ليلة الإسراء لحديث ابن عباس وغيره مما تقدم وإثبات هذا لا يأخذونه إلا بالسماع من رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا مما لا ينبغي أن يتشكك فيه، ثم إن عائشة رضي الله عنها لم تنف الرؤية بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولوكان معها فيه حديث لذكرته وإنما اعتمدت الاستنباط من الآيات" أ. هـ كلام النووي.

وأجاب النووي عن استنباطات عائشة رضي الله عنها.

٥٩٩ - * روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة (رفعه): "يضحك الله إلى رجلين، يقتل أحدهما الآخر، يدخلان الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل، ثم يتوب الله على القاتل فيسلم، فيقاتل في سبيل الله فيستشهد".

أقول: الضحك في حقه تعالى (ليس كمثله شيء) ككل صفاته جل جلاله.

٦٠٠ - * روى البزار عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو تعلمون قدر رحمة الله لاتكلتم" أحسبه قال: "عليها".


٥٩٩ - البخاري: (٦/ ٣٩) ٥٦ - كتاب الجهاد، ٢٨ - باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيُسددُ بعد ويقتل.
مسلم (٣/ ١٥٠٤) ٣٣ - كتاب الإمارة، ٣٥ - باب بيان الرجلين يقتل أحدهما الآخر، يدخلان الجنة.
وابن ماجه (١/ ٦٨) المقدمة، ١٣ - باب فيما أنكرت الجهمية.
٦٠٠ - كشف الأستار (٤/ ٨٥). =

<<  <  ج: ص:  >  >>