للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القديم وثنيةً، وكذلك اليونان الذين سيطروا بقيادة الإسكندر المكدوني على كثير من مناطق العالم القديم كانوا وثنيين، والوثنية هي الأصل في إفريقيا لولا دخول الأديان السماوية إليها، ولقد دخلت الوثنية زائدة على تأليه المسيح- عليه السلام- على الديانة النصرانية في صور كثيرة: في صور الأيقونات، وتقديم شيء من العبادات لتماثيل من أنواع شتى، وفي صورة عبادة الصليب، ولذلك فإن على المسلم أن يحذر طروء شيء من الوثنية إليه بأن يحذر ابتداءً من تخيلاته في شأن الذات الإلهية، فكل ما خطر ببالك فالله خلاف ذلك: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (١)، وليحذر انتهاءً من التماثيل وأن يدخلها بيته.

إن في العالم ديانات تواجه الإسلام، وبعض هذه الديانات أصولها سماوية قطعاً كاليهودية والنصرانية، وبعضها ليست سماوية جزماً كالسيخية، وبعضها لا نستطيع الجزم بشيء عن أصولها لكنا نؤمن أن الله عز وجل لم يترك أمة بلا رسالة، قال تعالى:

{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (٢).

{وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} (٣).

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} (٤).

قال عليه الصلاة والسلام: "ألا إنكم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله" (٥). فنحن نجزم أنه قد أرسل إلى كل أمة رسولٌ ثم ختمت الرسالات بمحمد صلى الله عليه وسلم، وكانت رسالة عامة للعالمين: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (٦)، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (٧).

ولكنا لا نستطيع الجزم بشيء عن أصول بعض الديانات إلا إذا جاءنا شيء في كتاب ربنا أو سنة رسولنا عليه الصلاة والسلام في شأنه، وهاك تعريفاً مختصراً عن الوثنية في بعض الأديان:


(١) الشورى: ١١.
(٢) النحل: ٣٦.
(٣) فاطر: ٢٤.
(٤) إبراهيم: ٤.
(٥) مسند أحمد (٤/ ٤٤٧).
(٦) الأحزاب: ٤٠.
(٧) الأنبياء: ١٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>