للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}. [الليل: ٥ - ٧].

وفي رواية الترمذي (١) قال: كنا في جنازةٍ في بقيع الغرقد، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقعد، وقعدنا حوله ومعه مِخصرةٌ، فجعل ينكت بها ثم قال: "ما منكم من أحد"- أو-" [ما] من نفسٍ منفوسةٍ، إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كُتبت شقيةً أو سعيدةً". فقال رجل: يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا وتدع العمل؟ فمن كان منا من أهل السعادة، ليكونن إلى أهل السعادة، ومن كان منا من أهل الشقاوة، ليكونن إلى أهل الشقاوة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل اعملوا، فكل ميسرٌ، فأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: ٥ - ١٠].

وفي أخرى للترمذي (٢) قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يَنْكُتُ [في] الأرض، إذ رفع رأسه إلى السماء، ثم قال: "ما منكم من أحد إلا قد عُلم"- وفي رواية: "إلا قد كُتِبَ- مقعده من النار، ومقعده من الجنة". قالوا: أفلا نتكل يا رسول الله؟ قال: "لا، اعملوا، فكلٌّ مُيسرٌ لما خلق له".

٦٥٣ - * روى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كتب الله مقاديز الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. قال: "وعرشه على الماء".

وفي رواية الترمذي": " قدر الله المقادير قبل أن يخلق السموات والأرضين قال النووي: (كتب الله مقادير الخلائق) قال العلماء: المراد تحديد وقت الكتابة في اللوح المحفوظ أو غيره، لا أصل التقدير، فإن ذلك أزلي لا أول له.

(وعرشه على الماء) أي قبل خلق السموات والأرض.


(١) الترمذي: (٥/ ٤٤١) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ٨١ - باب ومن سورة: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}. وقال: حسن صحيح.
(٢) الترمذي (٤/ ٤٤٥) ٣٣ - كتاب القدر، ٣ - باب ما جاء في الشقاء والسعادة. وقال: حسن صحيح.
(مِخصرة) كالسوط ونحوه مما يمسكه الإنسان بيده من عصىً ونحوها.
(فنكس): أي خفض رأسه وطأطأه إلى الأرض على هيئة المهموم.
٦٥٣ - مسلم (٤/ ٢٠٤٤) ٤٦ - كتاب القدر، ٢ - باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>