للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويقرر القرآن أن للشيطان ذرية، وهذا يقتضي أن عالم الشياطين فيه تزاوج وتناسل؛ ففيه الذكر والأنثى:

{أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ} (١).

{فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} (٢).

وعالم الشياطين جزء من عالم الجن على القول الراجح، والجن كلهم مكلفون ومحاسبون ومجزيون بالجنة أو بالنار:

{قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ} (٣).

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} (٤).

{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا} (٥).

{وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ} (٦).

{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} (٧).

{وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ}، أي الجائرون (٨).

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٩).

فالجن مكلفون، ومحمد صلى الله عليه وسلم قد أرسل إلى الإنس والجن بإجماعٍ، وهل أرسل قبل محمد إلى الجن رسل منهم، أو أن رسل الإنس رسل للجن في الوقت نفسه؟ قولان للعلماء: والراجح أنه لم يكن في الجن نبوة ولا رسالة وعلى كل الأحوال فالحجة قائمة عليهم:


(١) الكهف: ٥٠.
(٢) الرحمن: ٥٦.
(٣) الأعراف: ٢٨.
(٤) الجن: ١، ٢.
(٥) الجن: ١١.
(٦) الجن: ١٣.
(٧) الأحقاف: ٢٩.
(٨) الجن: ١٤.
(٩) الذاريات: ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>