للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السلام ولكن هذه الصحف مفقودة فلا يعرف منها شيء إلا بعض حقائق في الدين، أشار القرآن إلى أنها مما تضمنته هذه الصحف.

أ - فمن ذلك قوله تعالى في سورة (النجم):

{أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا * وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى * وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى * وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى * وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى * وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى * وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى * وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى * فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى} (١). أقنى: أعطى من الرزق والأموال ما يقتنى ويدخر، الشعرى: نجم وضاء يقال له: قرى قوم لوط، وسميت هذه القرى مؤتفكة لأنها ائتفكت بأهلها، أي انقلبت. أهوى: أي أوقعها وأسقطها - بعد رفعها عن أماكنها - من الأرض إلى الفضاء.

فهذه الحقائق الدينية التي أعلنتها هذه الآيات مما أنزله الله في صحف إبراهم وموسى؛ كما هو ظاهر في مدلول الآيات.

ب- ومن ذلك قوله تعالى في سورة (الأعلى):

{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} (٢).

وننهي هذا الوصل بذكر نصوص تحدد الوقف من روايات اليهود والنصارى ومن باب أولى غيرهم ونذكر فيها بأدب المسلم في التمسك بالقرآن الكريم وإهمال ما عداه إلا لضرورة الخدمة الإسلامية:


(١) النجم: ٣٦ - ٥٤.
(٢) الأعلى: ١٤ - ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>