للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن حجر: قوله (رجل الشعر) بكسر الجيم أي قد سرحه ودهنه، وفي رواية مالك (له لمة قد رَجّلها فهي تقطر ماء) وقد تقدم أنه يحتل أن يريد أنها تقطر من الماء الذي سرحها به أو المراد الاستنارة وكنى بذلك عن مزيد النظافة والنضارة، ووقع في رواية سالم الآتية في نعت عيسى (أنه آدم سبط الشعر) وفي الحديث الذي قبله في نعت عيسى (أنه جعد) والجعد ضد السبط فيكن أن يجمع بينهما بأنه سبط الشعر ووصفه لجعودة في جسمه لا شعره والمراد بذلك اجتماعه واكتنازه، وهذا الاختلاف نظير الاختلاف في كونه آدم أو أحمر، والأحمر عند العرب الشديد البياض مع الحرة، والآدم الأسمر، ويمكن الجمع بين الوصفين بأنه أحمر لونه بسبب كالتعب وهو في الأصل أسمر، وقد وافق أبو هريرة على أن عيسى أحمر فظهر أن ابن عمر أنكر شيئًا حفظه غيره، وأما قول الداودي إن رواية من قال (آدم) أثبت فلا أدري من أين وقع له ذلك مع اتفاق أبي هريرة وابن عباس على مخالفة ابن عمر. وقد وقع في رواية عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة في نعت عيسى (أنه مربوع إلى الحرة والبياض). والله أعلم ....

قوله: (لا والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعيسى أحمر) اللام في قوله (لعيسى) بمعنى عن وهي كقوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} وقد تقدم بيان الجمع بين ما أنكره ابن عمر وأثبته غيره، وفيه جواز البين على غلبة الظن لأن ابن عمر ظن أن الوصف اشتبه على الراوي وأن الموصوف بكونه أحمر إنما هو الدجال لا عيسى، وقرب ذلك أن كلا منهما يقال له المسيح وهي صفة مدح لعيسى وصفة ذم للدجال كما تقدم، وكأن ابن عمر قد سمع سماعًا جزمًا في وصف عيسى أنه آدم فساغ له الحلف على ذلك لما غلب على ظنه أن من وصفه بأنه أحمر واهم. ا. هـ.

٨٤٠ - * روى البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد رأيتني في الحجر، وَقرَيش تسألني عَن مسراي، فسألتني عَنْ أشياء


٨٤٠ - البخاري (٨/ ٣٩١) - ٦٥ - كتاب التفسير - ٣ - باب {أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا}.
ولفظه مختصر عن جابر.
مسلم (١/ ١٥٦) - ١ - كتاب الإيمان - ٧٥ - باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال. واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>