وبعد: فهذه نصوص في الجسد والعقل والقلب والروح والنفس بدأنا بها قسم العقائد لأن لها صلة بها، ثم إن لها صلة بالتكليف الذي هو الفصل الثاني من هذا الباب: فهناك تكاليف للذات وهناك تكاليف جسدية، والنية وأصل الإيمان لابد منهما لقبولها، وهناك تكاليف للنفس، ومن تكاليفها أن تزكى من الأمراض كالحسد والعجب والكبر. وهناك تكاليف للقلب أن يؤمن وأن ينور، وللروح ارتباط بهذا كله فهي المكلفة بالعبودية لله، وكل ما كلف به الإنسان إنما هو تحقيق لما كلفت له الروح من العبودية لله رب العالمين، لهذه الأسباب وغيرها قدمنا هذا الفصل، فقد رأينا أن بعض الناس يغلطون في فهم هذه المصطلحات الشرعية ويترتب على الغلط فيها شر كبير وانحراف خطير، وها نحن ننتقل إلى الفصل الثاني لنعرف بالتكليف وماهيته وشروطه ثم ننتقل إلى الحديث عن الإسلام والإيمان اللذين كلف الله بهما عباده.