للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لصاحبها عذر في ترك الإرشاد، وإلا فلا ولاية في هذه الحالة.

ومقام الولاية مقام ذكره القرآن وذكرته السنة ولعله من المناسب أن نقف وقفة نتحدث فيها عن الأولياء - نفعنا الله بهم - وكراماتهم، والأولياء هم الذين تحققوا بسلامة اعتقاد وحسن عمل على ضوء علم صحيح واتباع صحيح.

وفي الحديث الذي رواه البخاري (١): "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحيه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعادني لأعيذنه". فالذي يقوم بالفرائض الظاهرة والباطنة ويكثر من النوافل هو مظنة استجابة الدعاء وتلبية الحاجات ومظنة أن يعاقب مؤذيه في الدنيا والآخرة، وهو مظنة تنزل الرحمات عليه وعلى من يحبط به قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (٢)، {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ} (٣)، وهم مكرمون بالبشارات ومؤيدون بالرؤى المبشرات {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (٤).

روى الطبراني، عن حذيفة بن أسيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذهبت النبوة فلا نبوة بعدس إلا المبشرات: الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له" (٥).

وفي رواية لابن ماجه (٦): "ذهبت النبوة وبقيت المبشرات".

وليس كل من ظهرت على يده خوارق العادة أو استجيب دعاؤه ولياً، فقد يستجيب


(١) البخاري (١١/ ٣٤٠) ٠ - ٨١ - كتاب الرفاق - ٣٨ - باب التواضع.
(٢) الأعراف: ٥٦.
(٣) الأعراف: ١٥٦، ١٥٧.
(٤) يونس: ٦٢ - ٦٤.
(٥) المعجم الكبير (٣/ ١٧٩). وهو حديث حسن.
مجمع الزوائد (٧/ ١٧٣). وقال: رواه الطبراني والبزار، ورجال الطبراني ثقات.
(٦) ابن ماجه (٢/ ١٢٨٣) - ٣٥ - كتاب تعبير الرؤيا - ١ - باب الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له.
وهو عنده عن أم كرز.

<<  <  ج: ص:  >  >>