للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإذا رايات سود تخفق، وإذا بلال متقلد السيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: ما شأن الناس؟ قالوا: رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يبعث عمرو بن العاص نحو ربيعة، فقلت: أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عادٍ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما وافد عاد؟ " فقلت: على الخبير سقطت، إن عاداً لما أقحطت بعثت قيلاً يستسقى لها، فنزل على بكر ابن معاوية، فسقاه الخمر، وغنته الجرادتان، ثم خرج يريد جبال مهرة، فقال: اللهم إني لم آتك لمرضٍ فأداويه، ولا لأسير فأفاديه فاسق عبدك ما كنت مسقيه، واسق معه بكر ابن معاوية- يشكر له الخمر الذي سقاه-. فرفع له ثلاث سحائب: حمراء وبيضاء، وسوداء، فقيل له: اختر إحداهن، فاختار السوداء منهن، فقيل له: خذها رمادا رمددا لا تذر من عادٍ أحداً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه لم يرسل [من الريح] إلا مقدار هذه الحلقة يعني حلقة الخاتم. ثم قرأ: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ} الآية (١).

٨٦٣ - * روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رجلاً من بني إسرائيل، سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، فقال: ائتني بالشهداء أشهدهم. فقال: كفى بالله شهيداً. قال: فائتني بالكفيل. قال: كفى بالله كفيلاً. قال: صدقت. فدفعها إليه إلى أجل مسمى، فخرج في البحر، فقضى حاجته، ثم التمس مركبا يركبه يقدم عليه للأجل الذي أجله، فلم يجد مركباً، فاتخذ خشبة فنقرها، فأدخل فيها ألف دينار، وصحيفة منه إلى صاحبه، ثم زجج موضعها، ثم أتى بها البحر، فقال: اللهم إنك تعلم آني تسلفت فلاناً دينار، فسألني كفيلاً. فقلت: كفى بالله كفيلاً، فرضي


= (خفقت) الرايات: إذا حركها الهواء وجاء صوتها.
(قحط) القحط: الغلاء، وأصله من انقطاع المطر، وهو سبب الغلاء.
(رماداً): الرماد معروف، (والرمدد): أدق ما يكون منه، ويقال: رماد رمدد، أي: هالك، جعلوه صفة له.
(الريح العقيم) هي التي لا تلقح الشجر، ولا تأتي بالمطر.
(١) الذاريات: ٤١، ٤٢.
٨٦٣ - البخاري (٤/ ٤٦٩) - ٣٩ - كتاب الكفالة - ١ - باب الكفالة في القرض.
(زجج): موضعها: أي، سوى موضع النقر وأصلحه، من تزجيج الحواجب، وهو حذف زوائد الشعر، ويحتمل أن يكون مأخوذاً من الزج بأن يكون النقر في طرف الخشبة، فيشد عليه زجاً ليمسكه ويحفظ ما في جوفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>