للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإيمان بالموت وبالحياة البرزخية، والساعة وأشراطها، وما يكون بعد الساعة من حشر ونشر وحساب وجنة ونار إلى غير ذلك، ويرتبط بهذا كله موضوعات متعددة كثيرة وكلها مرتبطة بالإيمان بالغيب.

* * *

وقد تولى القرآن الكريم مناقشة الكافرين باليوم الآخر والشاكين فيه بما لا مزيد عليه، ولا ينبغي للمؤمن أن يمر عليه دون أن يطالع كتاب الله عز وجل لكي يتزكى قلبه فيمتلئ يقيناً ويتأمل، ويتذكر حين يمر على هذه المعاني وقد كررها القرآن كثيراً لتثبت وتستقر كدأب القرآن في عرضه للقضايا الأكثر أهمية فهو يكرر القضية بحسب احتياج القلب البشري إليها.

وموضوع اليوم الآخر يحتاجه القلب كثيراً ولذلك فإن القرآن يكاد يكون كله وصفاً لليوم الآخر حتى إن بعضهم فسر (الضمير) في قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} (١) بالقرآن، أي: وإن القرآن علم للساعة.

إن أدلة وجود الله أكثر من أن تحصى، ومن عرف الله عز وجل وعرف صفاته العليا وأسماءه الحسنى آمن باليوم الآخر وعرف حقيقة وجوده واستغرب إنكاره، فمن عرف قدرة الله عز وجل لم يستغرب أن يقيم الله عز وجل القيامة وأن يعيد خلق الإنسان وغيره مما شاء، ومن عرف علم الله لا يستغرب الإعادة مع تفرق الأجزاء، ومن عرف عدل الله آمن بما أخبره عن وجود يوم ودار يكون فيهما الحساب والجزاء.

- ومن عرف الرسل عليهم الصلاة والسلام، وعرف صدقهم وكمالاتهم ومعجزاتهم، وعرف أنهم أخبروا وبشروا وأنذروا باليوم الآخر أعطاه ذلك يقيناً.

- ومن عرف ما في القرآن من إعجاز ومعجزات، وعرف أن هذا القرآن أخبر عن الساعة وما يكون بعدها من حشر ونشر، أيقن باليوم الآخر.


(١) الزخرف: ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>