للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وله في أخرى (١) قال الشعبي: أخبرتني فاطمة بنت قيسٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر، ثم صعد المنبر، وكان لا يصعد عليه إلا يوم الجمعة قبل يومئذ ... ثم ذكر هذه القصة.

وله في أخرى (٢): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر العشاء الآخرة ذات ليلةٍ، ثم خرج، فقال: "إنه حبسني حديث كان يحدثنيه تميم الداري عن رجل كان في جزيرة من جزائر البحر، فإذا بامرأة تجر شعرها، فقال: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة، اذهب إلى هذا القصر. فأتيته، فإذا رجل يجر شعره، مسلسل في الأغلال، ينزو فيما بين السماء والأرض، فقلت: من أنت؟ قال: أنا الدجال، خرج نبي الأميين بعد؟ قلت: نعم. قال: أطاعوه، أم عصوه؟ قلت: بل أطاعوه. قال: ذلك خير لهم".

ورواه الترمذي (٣)، وهذا لفظه: قالت: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر، فضحك، فقال: "إن تميمًا الداري حدثني بحديثٍ، ففرحت، فأحببت أن أحدثكم. إن ناسًا من أهل فلسطين ركبوا سفينة في البحر، فجالت بهم حتى قذفتهم في جزيرة من جزائر البحر، فإذا هم بدابة لباسة ناشرة شعرها، فقالوا: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة. قالوا: فأخبرينا. قالت: لا أخبركم ولا أستخبركم، ولكن ائتوا أقصى القرية، فإن ثم من يخبركم ويستخبركم. فأتينا أقصى القرية، فإذا رجل موثق بسلسلة، فقال: أخبروني عن عين زغر. قلنا: ملأى تدفق. قال: أخبروني نخل بيسان الذي بين الأردن وفلسطين، هل أطعم؟ قلنا: نعم. قال: أخبروني عن النبي صلى الله عليه وسلم، هل بعث؟ قلنا: نعم. قال: أخبروني، كيف الناس إليه؟ قلنا: سراع. فنزا نزوة، حتى كاد، قلنا. فما أنت؟ قال: أنا الدجال. وإنه يدخل الأمصار كلها، إلا طيبة". وطيبة: المدينة.


(١) أبو داود (٤/ ١١٩)، في الموضع السابق.
(٢) أبو داود (٤/ ١١٨)، في الموضع السابق.
(٣) الترمذي (٤/ ٥٣١، ٥٢٢) ٣٤ - كتاب الفتن، ٦٦ - باب حدثنا محمد بن بشار ... إلخ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>