للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لو أحسن- ليكون عليه حسرة" رواه البخاري ١١: ٣٨٤.

(فيه خير): أي إيمان ولو كحبَّة خردل. يعني يُخرِج الله من النار- بعد خروج الذين عُذِّبوا فيها من المؤمنين بشفاعة الأنبياء والملائكة والصالحين ... - كلُّ من كان في قلبه إيمان بالله ولو كحبَّة خردل، ولكن بعد أن يُصيبَه من عذاب جهنَّم ما يُصيبه! اهـ.

(التصريح بما تواتر في نزول المسيح).

أقول:

رأينا ملاحظة ابن حجر على بعض ما وَرَدَ في حديث ابن مسعود الأخير وموافقة الشيخ عبد الفتَّاح له، والحديث بشكل عام يعرض علينا مشاهد مما يكون قبل يوم القيامة ومما يكون بعدها، وكثير من مشاهده تحتاج إلى وضعها في الإطار الكلِّي لما يكون بين يدي الساعة وما بعدها، وقد مرَّ معنا وسيمرُّ معنا ما يوضِّح هذا الإطار الكلِّي, ونعرف محل كل جزء من الحديث بالنسبة للإطار الكلِّي.

والمشهور عند لعلماء أنَّ المقام المحمود هو الشَّفاعة لفصل الخطاب ثمَّ الشفاعة لعبور الصراط، ثمَّ الشفاعة لدخول الحنَّة، والحديث وصف المقام المحمود بغير ذلك، وهو محمول على مقام محمود لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم عامَّةً وليس المراد به المقام المحمود المخصوص بالذِّكر في النصوص، ولا مانع أن تكون هناك شفاعة من الشفاعات يكون البادئ فيها جبريل عليه السلام ويكون رسولنا عليه الصلاة والسلام هو الرابع، وهذه غير الشفاعة التي يكون فيها رسولنا عليه الصلاة والسلام هو أوَّل الشافعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>