للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مسلم في "صحيحه" ١٨: ٥٠، "وإنَّ عينه اليمنى عوراءُ، جاحظة، لا تخفى، كأنها نُخاعة- أي نُخامة- في حائط مُجَصَّص، عينه اليسرى كأنها كوكبٌ دُرِيٌ- يعني شدَّة اتقادها- معه من كل لسان، ومعه صورة الجنَّة خضراء تجي فيها الماء، وصورة النار سوداء". رواه أحمد في "مسنده" ٣: ٧٩، "وبين يديه رَجُلان يُنذران أهل القرى، كلما خرجا من قرية دخل أوائله" رواه أبو يعلي والبزَّار.

وذكر الحافظ ابن حجر موطن خروجه فقال في "فتح الباري" أيضاً ١٣: ٧٩: وسيكون خروجه مِن قِبَل المشرق جزماً، ثمَّ جاء في رواية أنه يخرج من خُراسان، أخرج ذلك أحمد والحاكم من حديث أبي بكر، وفي رواية أخرى أنه يخرج من أصبهان، أخرجها مسلم. ويخرج أولاً فيدَّعي الإيمان والصلاح، ثم يدَّعي النُّبُوَّة، ثمَّ يدعي الإلهيَّة!.

ثم قال الحافظ رحمه الله تعالى في "فتح الباري" ١٣: ٩١ - ٩٣ "قال الخَطَّابي: فإن قيل كيف يجوز أن يُجرِي الله الآية على يد الكافر؟ فإنَّ إحياء الموتى آية عظيمة من آيات الأنبياء، فكيف ينالها الدَّجَّال وهو كذاب مُفْترٍ يدَّعي الربوبيَّة؟ "

فالجواب: أنه على سبيل الفتنة للعباد، إذ كان عندهم ما يدُلُّ على أنه مُبْطِل غير محقٍّ في دعواه، وهو أنه أعور، مكتوب على جبهته: كافر، يقرأه كل مسلم. فدعواه داحضة مع وسم الكفر، ونقص الذات والقَدْر، إذ لو كان إلهاً لأزال ذلك عن وجهه وآيات الأنبياء سالمة من المعارضة، فلا يشتبِهان"

ثمّ قال الحافظ ابن حجر بعد كلام الخطابي هذا: وفي الدَّجَّال دلالةٌ بيِّنةٌ- لمن عقِلَ- على كذبه، لأنه ذو أجزاءٍ مؤلفة، وتأثير الصَّنعة فيه ظاهر، مع ظهور الآفة به من عور عينيهِ، -أي عيبهما- فإذا دعدا الناس إلى أنَّه ربهم، فأسواء حال من يراه من ذوي العقول أن يعلم أنه لم يكن ليُسَوِّي خلق غيره ويُعدِّلَه ويُحسِّنه ولا يدفع النقص عن نفسه. فأقل ما يجب أن يقول: يا من يزعم أنه خالق السماء والأرض، صوِّر نفسك وعدِّلها، وأزل عنها العاهة! فإن زعمت أن الرَّب لا يُحدِث في نفسه شيئاً فأزِل ما هو مكتوبٌ بين عينيك!

ثم قال الحافظ رحمه الله تعالى: وقال القاضي عِيَاض: في هذه الأحاديث حُجَّة لأهلِ

<<  <  ج: ص:  >  >>