للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان مسك هؤلاء على ما أضربه القاضي أمين الدين ابن القلانسي يوم الخميس رابع المحرم.

وفي ليلة الإثنين الثاني والعشرين منه وقع بيت على أهله ظاهر دمشق قريبًا من دار عاقول غربي الشامية البرانية، فماتوا أجمعين، وأصبحوا فأخرجوا جنائز أحد عشر جنازة، وصلّي عليهم بسوق الخيل، ودفنوا بمقابر الباب بصغير .

وفي ليلة الخميس الخامس والعشرين منه وقع حريق هائل بالقصاعين بالقرب من مدرسة الشيخ تقي الدين بن تيمية في دار أمير طبلخاناة يقال له مغلطاي الحموي احترقت بأسرها، ولم تبعد النار إلى غيرها، وذهب له فيها أموال كثيرة. ووقعت له جارية من جواريه ثمينة، وهي أم أولاده في هذه الليلة، فماتت - رحمها الله -.

ودخل المحمل وبقية الحجاج في يوم الخميس الخامس والعشرين من المحرم، ولم يركب نائب السلطنة لمرضي حصل له.

وفي هذا اليوم خلع على القاضي عماد الدين بن الشيرازي بنظر الجامع الأموي، وعزل عز الدين بن المُنجي، وعلى الأمير حسام الدين ابن النجيبي مشدًّا للأوقاف وعلى علاء الدين بن الأطروش المحتسب بنظر الأسوار خلعة كاملة بنغلة وطيلسان وركبوا في المحمل بالخلع يومئذ مع القضاة (١).

شهر صفر، أوّله الأربعاء وفي يوم الخميس تاسعه دخلت التجريدة من الكَرَك إلى دمشق، واستمرت التجريدة الجديدة على الكَرَك ألفان من مصر وألفان من الشام، والمنجنيق منصوب عند الجيش خارج الكرك، والأمور متوقفة، وبرد (٢) الحصار بعد رجوع الأحمدي إلى مصر.

وفي يوم السبت ثاني ربيع الأول توفي السيد الشَّريف عماد الدين الخَشَّاب (٣) بالكوشك في درب الشَّيْرَجي (٤) جوار المدرسة العزّية، وصلّي عليه ضحى بالجامع الأموي، ودفن بمقابر باب الصغير، وكان رجلًا شهمًا كثير العبادة والمحبّة للسُّنَّة وأهلها، ممَّن واظب [على] (٥) الشيخ تقي الدين بن تيمية وانتفع به، وكان من جملة أنصاره وأعوانه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو الذي بعثه إلى صيدنايا (٦) مع بعض القسيسين، فلوّث يده بالعُذرة وضرب اللحمة التي يعظمونها هنالك، وأهانها غاية الإهانة لقوة إيمانه وشجاعته وإيانا


(١) ليست في أ وب وط. وهي في الأصل. من قوله: وفي العشر الأوسط من المحرّم.
(٢) "بَرَد": فَتَر.
(٣) ترجمته في الوفيات لابن رافع (١/ ٤٥٠). وفيه: الشيخ الصالح العابد عماد الدين إسماعيل بن ناهض بن أبي الوحش بن حاتم الحسيني الدمشقي.
(٤) في ط: السيرجي بالسين وهو خطأ.
(٥) زيادة يقتضيها السياق.
(٦) قرية مشهورة شمال غرب دمشق تبعد عنها حوالي ٢٨ كم.

<<  <   >  >>