للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المدرسة الصبابية، التي هي دار قرآن بالقرب من الظاهرية، وهي قبلي العادلية الكبيرة، وكانت هذه البقعة برهة من الزمان خربة شنيعة، فعمرها هذا الرجل وجعلها دار قرآن ودار حديث للحنابلة، ووقف هو وغيره عليها أوقافًا جيدة رحمه الله تعالى.

شهر رجب الفرد، وأوله الخميس، وفي يوم الجمعة ثامنه صلي بعد الجمعة بالجامع الأموي على غائب: على القاضي علاء الدين بن قاضي شُهْبة (١).

ثم صُلي على إحدى وأربعين نفسًا جملة واحدة، فلم يتّسع داخل الجامع لصفِّهم بل خرجوا ببعض الموتى إلى ظاهر باب السر، وخرج الخطيب والنقيب فصلى عليهم كلهم هناك، وكان وقتًا مشهودًا، وعبرة عظيمة، فإنا لله وإنا إليه راجعون

وفي هذا اليوم توفي التاجر المسمى بأَفْرِيْدُون (٢) الذي بنى المدرسة التي بظاهر باب الجابية (٣) تجاه تربة بهادرآص، حائطها من حجارة ملونة، وجعلها دارًا للقرآن العظيم ووقف عليها أوقافًا جيدة، وكان مشهورًا مشكورًا وأكرم مثواه.

وفي يوم السبت ثالث رجب صُلِّيَ على الشيخ علي (٤) الغَزِّي (٥) أحد أصحاب الشيخ تقي الدين بن تيمية بالجامع الأَفرمي بسفح قاسيون، ودفن بالسفح .

وكانت له عبادة وزهادة وتقشف وورع ولم يتولَّ في هذه الدنيا وظيفة بالكلية، ولم يكن له مال، بل كان يأتي بشيء من الفتوح يستنفقه قليلًا قليلًا، وكان يعاني التصوَّف، وترك زوجة وثلاثة أولاد .

وفي يوم الأحد رابعه توفي القاضي عز الدين الأقصرائي (٦) الحنفي نائب الحكم، ومدّرس العزّية البرانية وخطيبها. وكان لديه فضائل ورئاسة وتعبُّد، وكتابة حسنة. وفي هذا اليوم درّس الشيخ شهاب الدين الأفضلي بالمدرسة الجاروخية عوضًا عن الشيخ نور الدين الأردبيلي الدارج إلى رحمة الله. نزل له عنها. وحضر عنده القضاة وجماعة من الأعيان.

وفي يوم الثلاثاء سادسه صُلّي على جمال الدين يوسف العجمي (٧) الذي كان يؤم بمسجد ابن هشام،


(١) هو علي بن عمر بن محمد ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة (٢/ ٦٠٧).
(٢) ترجمته في الدرر الكامنة للحسيني ص (٢٧٧) والدرر الكامنة (١/ ٣٩١) والدارس (٢/ ٢٥٣) والذيل التام (١/ ١٠٥).
(٣) الدارس (٢/ ٢٥٣).
(٤) ترجمته في الدرر الكامنة (٣/ ١٤٥) وفيه: علي الغزي نزيل الصالحية في كلام طويل.
(٥) في الأصل وط: المغربي. وأثبتنا ما في الدرر.
(٦) هو محمد بن عيسى. ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة (٢/ ٦٤٢) نقلًا عن ابن كثير وليس في المطبوع منه.
(٧) ترجمته في تاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ٦٥٥. نقلا عن ابن كثير أيضًا. وليس في المطبوع منه.

<<  <   >  >>