للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والجيش في السلاح طول الليل وخشيت أن تكون مكيدة وخديعة، فجاءتنا الجواسيس فأخبرونا أنهم قد أوقدوا نشَّابهم ورماحهم وكثيرًا من سلاحهم، فتحقَّقنا عند ذلك طاعته وإجابته، لكلِّ ما رُسم به، فلما أصبح يوم السبت وَصَّى وركب في عشرة سروج وسار نحو الدِّيار المصرية ولله الحمد والمنة.

شهر صفر، أوّله السبت، وقيل: الجمعة، في أوائله خرجت أمراء كثيرة بأطلابها إلى بلاد حوران بسبب العشران، وتعذّر تحصيل رؤوس الفريقين، لا سيما مشايخ قيس. بسبب كثرة الثلوج والأمطار (١).

وفي يوم الإثنين الرابع والعشرين من صفر دخل حاجب الحجَّاب الأمير طيدمر الذي كان سجن في قلعة صرخد مع البريدي الذي قدم بسببه من الديار المصرية، وتلقاه جماعة من الأمراء والكبراء، وتصدَّق بصدقات كثيرة في داره، وفرحوا به فرحًا شديدًا، وهو والناس يقولون: إنه ذاهب إلى الديار المصرية معظَّمًا مكرمًا على تقدمة ألف ووظائف هناك، فلما كان ووظائف هناك، فلما كان يوم الخميس السابع والعشرين منه لم يفجأ النَّاسَ إلا وقد دخل القلعة المنصورة معتقلًا مضيّقًا عليه، فتعجَّب الناس من هذه الترحة من تلك الفرحة فما شاء الله كان.

شهر ربيع الأول، أوّله الأحد، دخل نائب طرابلس قادمًا من الديار المصرية، وهو الأمير سيف الدين أَقْتَمِر عبد الغني فركب مع النائب في الموكب، ونزل عنده بدار السعادة، وذلك يوم الثلاثاء ثالثه (٢).

وفي يوم الأربعاء رابع ربيع الأول عقد مجلس بسبب الحاجب طيدمر بالمشهد من الجامع.

وفي يوم الخميس أحضر الحاجب من القلعة إلى دار الحديث، واجتمع القضاة هناك بسبب دعاوى يطلبون منه حق بعضهم.

ثم لما كان يوم الإثنين تاسعه قدم الديار المصرية مقدم البريدية بطلب الحاجب المذكور، فأخرج من القلعة السلطانية وجاء إلى نائب السلطنة فقبَّلَ يده، ثم خرج إلى منزله وركب من يومه قاصدًا إلى الديار المصرية مكرَّمًا، وخرج بين يديه خلق من العوام والحرافيش يدعون له، وهذا أغرب ما أُرِّخَ، فهذا الرجل نالته شدة عظيمة بسبب سجنه بصرخد، ثم أُفرج عنه ثم حبس في قلعة دمشق ثم أفرِج عنه، وذلك كله في نحو شهر (٣).

شهر ربيع الآخر، أوّله الثلاثاء، في مستهلّه دخل نائب السلطنة من بلاد حوران، ومعه جماعة من رؤوس العشران في الزّناجير، فأودعوا السّجن.

وفي صبيحة يوم الأربعاء ثانيه طلب الشيخ نور الدين بن الصارم المحدّث من الجامع، وهو على


(١) ليست في أ و ب و ط، وهي في الأصل.
(٢) ليست في أ و ب و ط، وهي في الأصل.
(٣) الذيل للحسيني ص (٣١٩).

<<  <   >  >>