وتقدم عوضه للإمامة والخطبة بجامع الزيتونة (الشيخ محمد بن أبي بكر الونشريسي) . وأما الفتيا بعد صلاة الجمعة فوليها قاضي الأنْكحة الشيخ محمد البحيري خطيب جامع أبي محمد بباب السويقة في الثامن من المحرم سنة اثنتين وخمسين فكان يصلي الجمعة بجامع أبي محمد ويأتي للفتوى بجامع الزيتونة. وقد توفي الإمام الونشريسي عند العصر من يوم الأربعاء خامس ربيع الثاني سنة ثلاث وخمسين ودفن من الغد بالزلاج.
١٤ وتقدم عوضه للخطبة (الشيخ محمد البحيري) يوم الجمعة سابع الشهر المذكور مع الفتيا به بعد صلاة الجمعة. وأما إمامة الخمس فوليها الشيخ أبو الحسن بن محمد اللحيائي ومات الخطيب البحيري عشية الاثنين خامس ذي القعدة الحرام سنة ثمان وخمسين ودفن من الغد بالزلاج.
١٥ وولي عوضه في الخطبة والفتيا بعد صلاة الجمعة (الشيخ أحمد بن محمد القلشانى) مع مشيخة المدرسة الشماعية منتصف رجب وهو شارح المدونة ومختصر أبن الحاجب والرسالة. ولما توفي إمام الخمس اللحياني تقدم عوضه خليفة الشيخ أبو الحسن الجباس. ومات في الثامن والعشرين من المحرم الحرام سنة إحدى وستين.
وتقدم عوضه خليفة لإقامة الخمس بجامع الزيتونة الشيخ أحمد بن عمر المسراتي أوائل صفر. وتنقلت منه خطبة جامع أبى محمد والفتيا به إلى قاضي الأنكحة الشيخ أحمد القسنطيني، ولم تزل فتيا جامع الزيتونة وخطبته بيد الشيخ أحمد القلشاني إلى أن توفي عند غروب شمس يوم الأحد ثامن شعبان سنة ثلاث وستيى وثمانمائة ودفن من الغد بالزلاج. وبعد وفاته لعشرة أيام خرج السلطان بمحلته ثم أرسل لتأخير الشيخ أحمد القسنطيني مر قضاء الأنكحة وخطبة جامع م بي محمد والفتيا به.
١٦ ومن الغد تقدم الشيخ أحمد بن عمر المسراتي إلى خطبة جامع الزيتونة مع الإمامة، وتقدم قاضي الجماعة الشيخ محمد بن عمر القلشاني خطيبا بجامع القصبة ومفتياً بعد صلاة الجمعة بجامع الزيتونة، وتقدم الشيخ محمد الزنديوي للخطبة والفتيا بجامع التوفيق ومشيخة المدرسة الشماعية وتقدم الشيخ محمد الغافقي للخطبة والفتيا بجامع باب الجزيرة ومشيخة مدرسة ابن تافراجين. واستقرت إمامة جامع الزيتونة وخطبته بيد الشيخ أحمد المسراتي. وهو الذي صفى على جنازة الغوث الشيخ سيدي أحمد بن عروس رضي الله عنه ثاني صفر الخير سنة ثمان وستين وتوفي الإمام المسراتي سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة.
١٧ وتقدم عوضه قاضي الجماعة (الشيخ محمد القلشاني) فجمع بين الخطط الأربع وهي القضاء وفتيا جامع الزيتونة والخطبة والإمامة إلى أن أقعده المرض أواسط صفر سنة ست وثمانين.
١٨ ولما توفي تقدم عوضه للخطط المذكورة (الشيخ محمد بن بلقاسم الرصاع الأنصاري) شارح حدود ابن عرفة، ثم تخلى عن القضاء. ولازم القيام بوظائف جامع الزيتونة إلى أن توفي سنة أربع وتسعين وثمانمائة.
١٩ فولي عوضه (الشيخ محمد بن محمد بن عصفور) وهو حفيد الأستاذ النحوي أبي الحسن علي بن موسى الحضرمي الملقب بابن عصفور الإشبيلي. ولد بإشبيلية سنة سبع وتسعين وخمسمائة. وتوفي بتونس ليلة الأحد الخامس والعشرين من ذي القعدة الحرام سنة تسع وستين وستمائة. ودفن بمقبرة ابن مهنى قرب جبانة ابن نفيس. وقد تقدم حفيده أبو عبد الله محمد بن عصفور إلى ولاية نظارة الأحباس خامس شعبان سنة ثمان وخمسين وثمانمائة غير أنه صرف منها بولاية الشيخ محمد البيدموري أواخر سنة إحدى وستين وسبعمائة. وتوفي محمد بن عصفور في صفر سنة اثنتين وستين. وتقدم ولده محمد إلى مشيخة مدرسة ابن تافراجين ثم إلى الخطبة والإمامة بجامع الزيتونة بعد وفاة إمامه الأنصاري ولازم ذلك إلى أن توفي سنة أريع وتسعمائة.
٢٠ وجميع هؤلاء الأيمة ملأ ذكرهم سائر تواريخ البلاد فنشرت من تراجمهم وحسن أخبارهم في العلم والفضل ما اشتهر به فضلهم، ولذلك اقتصرت على مجرد تواريخ ولاياتهم ووفياتهم غير أنه بعد ذلك توالت على البلاد طواعين والتاثت أمور السلطنة ولم يوجد في البلاد من يؤرخ رجالها، ولذلك لم نقف على خبر للمتولين خطة الإمامة إلى أن وليها الشيخ محمد بن إبراهيم الأندلسي الأنصاري فكان هو القائم بإمامة جامع الزيتونة سنة سبعين وتسعمائة.
٢١