للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وغب ذا بالقاصر المأسور ... محمد السنوسي المقرور

يقول: إني من حديث المصطفى ... قد اشتملت خير كاس قد صفا

ولاسيما بما روى البخاري ... من الأحاديث عن المختار

فهو صحيح مسند مرفوع ... والدين فيما قد حوى مجموع

وقد تنعمت به دراية ... عن الشيوخ طوراً أو رواية

فنلت من إسنادهم إيصالاً ... وقد بلغت منهم الآمالا

حيث أجازوني تفضلاً بما ... هولهم من الأسانيد انتمى

وأقرب الطرق ما أنبأتي ... به أبو الفلاح فخر الزمن

قاضي مدينة العلوم الجودي ... القيرواني ذي العلى المحمود

عن شيخه مفتيها محمد ... كنز العوم والصلاح الأمجد

أعني أباهاها جميل الدين ... عن يوسف الإمام بدر الدين

ذاك المجاز من شيوخ جمة ... نحواً من المائة فخر الأمة

إذا طاف بالمشرق في الأعجام ... فنال منهم غاية المرام

عن زين باعلوي إمام الحرمين ... ذا جمل الليل اغتدى في الثقلين

عن شيخه محمد بن سنة ... العمري الفاني محيي السنة

عن أحمد العباس عن غضنفر ... النقشبندي في سائر الفنون

عن الإمام الحافظ الطاوسي ... أبي الفتوح مهدي النفوس

عن بابا يوسف الإمام الهروي ... من اغتدى بكل فضل أحروي

عن ابن شاذبخت الفرغاني ... محمد الشيخ حلى الأعيان

عن ذلك الشيخ أبي لقمان ... يحيى أبي المفاخر الختلاني

عن أبي يوسف الزكي الفربري ... عن ذلك الحجة فخر الدهر

محمد المعظم البخاري ... محيي معاني سنة المختار

فأبصر ترى رجال هذا السند ... ثلاث عشر اغتدى في العدد

وفي الثلاثينات سبعة عشر ... بيني وبين المصطفى خير البشر

فالحمد لله على اقترابي ... في صلتي من ذلك الجناب

صلى الله والأصحاب ... ومن روى عنهم مدى الأحقاب

يقول العبد الفقير إلى ربه محمد السنوسي: أنبأني الشيخ أبو الفلاح سيدي صالح الجودي، عن شيخه سيدي محمد باهاهأن عن الشيخ سيدي يوسف بدر الدين، عن الشيخ سيدي زين باعلوي عن الشيخ سيدي محمد بن سنة الفلاني، عن الشيخ سيدي أحمد العباسي، عن الشيخ سيدي غضنفر النقشبندي، عن الشيخ سيدي تاج الدين عبد الرحمن الكازروني، عن الشيخ الحافظ أبي الفتوح سيدي الطاوسي، عن الشيخ بابا يوسف الهروي، عن الشيخ سيدي أحمد بن شاذ بخت الفرغاني عن الشيخ أبي لقمان سيدي يحيى الختلاني، عن الشيخ ابن يوسف الفربري، عن الشيخ الحافظ الحجة أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ثم الجعفي رحمه الله تعالى ورضي عنه قال: بابا كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلخ..

وكنت قبل خروجي من الحاضرة كلفني صدقي بنازلة مع الشيخ المذكور، وحيث قضيتها على الوجه المبرور، أرسى عليه الحال، وأدمجت مع ذلك شيئاً من دعابة المقال، وهذا صورة ما كاتبته به: جناب الأخ الذي تاقت النفوس إلى محاضراته، وبدائع مسامراته، لهمام الذي أحرز لواء الكمالات، التي ظهرت ظهور الشمس بالآيات البينات، فصيح اللسانين، ودراكة المعقولين، النقادة النحرير، والفهامة الولوع بتحبير أردية التحرير العالم الجليل، صاحب الخلق الجميل، عمدتي وودودي، ومن بمناهل ملاطفته استعذب ورودي، الشيخ سيدي محمد بن الخوجه، لا زالت حبال المودة بيننا موشوجه.

أما بعد إهداء تحية تسفر عن محيا الاشتياق، وتريك محاسن المودة التي لو كانت غادة لذبل منها كل من الطرف والأحداق، فإني والمنة لله على ما يسركم من العافية والسلامة، والمسؤول من الله أن يديمها على الجميع في الظعن والإقامة، لولا ما كان بيننا من البعاد، الذي لم نستنشق معه روائح أخباركم من أثر المداد، وغاية الآمال، بأن جنابكم على حالة الكمال، وما كنت أحسب أن تتناءى بنا الفروق، حتى يمون حديثكم أبعد علي من بيض الأنوق، ولولا وثوق الأسباب وطيب ما لاقيته بهذا البلد من العلماء الجلة والسادة الأقطاب، ما حظينا به ولله المنة من التنعم بمقام من ضمت إليه شعرات المصطفى من الأصحاب، إلى غير ذلك من التابعين الثاوين بهذا التراب: [البسيط]

لولا مفارقة الأحباب ما وجدت ... لها المنايا إلى أرواحنا سبلا

<<  <   >  >>