عشرة ومائة وألف أرجع الدر إلى معدنه فقدم لإمامة الجامع رابع الأيمة البكريين وهو أخو البكري السابق: الشيخ أبو الحسن علي بن أبي بكر البكري صاحب الترجمة لفضله ودينه. يروى بين يديه صحيح البخاري والشفا، وهو زينة المحراب والمنبر. وقد أتقن حفظ القرآن وهو حسن الصوت والأداء، خطيب مؤثر، جهوري الصوت عالي الهمة، كريم وافر العطاء. وكان خليفته في إقامة الصلوات الخمس والخطبة، شيخ القراء الشيخ "حسن العامري" فناب عنه وعن أخيه السابق الذكر. وبعد وفاته ولي عوضه ولده العالم الشيخ حمودة العامري وقد ولد سنة ستين وألف وأخذ القراءات عن الشيخ "إبراهيم الجمل الصفاقسي" وأخذ العلم عن الشيخ "علي العامري" والشيخ "محمد قويسم" وتقدم بعد وفاة والده خليفة الخمس والخطبة وشيخ القراء بجامع الزيتونة ولازم القيام بذلك مع تدريس النحو والفقه والقراءات بالمقصورة مدة الإمام أبي الحسن البكري صاحب الترجمة الذي كانت وفاته أواخر ليلة الثلاثاء منتصف شعبان الأكرم سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف ودفن بزاويتهم من ربض باب السويقة مع سلفه عليهم رحمة الله وأرخه الشيخ محمد الوزير السراج بقوله: [المتقارب]
تُوفي علي ويا طالما ... على منبر الفضل إذْ ماخطب
وأمَّ الأنامَ كما أمه ... ذوو فاقة فانثنوا بالأرب
وإذ ما تمطِّى جواد الفنا ... وسار فأرخ تمام الخطب
٣٠ الشيخ حمودة البكري هو الشيخ أبو محمد حمودة بن علي بن أبي بكر بن محمد تاج العارفين البكري خامس الأيمة البكرين تقدم للإمامة صبيحة الثلاثاء منتصف شعبان الأكرم سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف، وكان عمره يومئذ دون الثلاثين سنة، فصلى على والده بجامع الزيتونة وكانت العادة أن البكريين يصلون عليهم في بيوتهم. واستخلف خليفة والده الشيخ "حمودة العامري" فاجتمع حمودتان في خطة الجامع. وكان البكري المذكور عزيز النفس عالي الهمة رفيع الحسب إلى أن أدركته المنية فتوفي عليه رحمة الله.
٣١ الشيخ أبو الغيث البكري هو الشيخ أبو الغيث بن علي بن أبي بكر بن محمد تاج العارفين البكري سادس الأيمة البكريين تقدم للإمامة بعد أخيه غير أنه لم تكن فيه أهلية لها وكان جليل الحسب والمقدار، رفيع النسب مرموقاً بعين الاعتبار، إلى أن أدركته المنية فتوفي عليه رحمة الله.
وكان صاحب السجادة على عهده الشيخ "أحمد بن قاسم عزوز". ولد بتونس واشتغل بعلوم القراءات وأتقن العشر عن الشيخ "عبد الرحمن العصابي"، وله مشاركة في كثير من العلوم، وكان خطيباً بجامع الحلق خارج الباب الجديد وصاحب سجادة التجويد بالجامع الأعظم والمدرسة المرادية إلى أن أدركته المنية وهو يتلو القرآن سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف عليه رحمة الله. وكاد شيخ الختمة بجامع الزيتوتة يومئذ هو الشيخ "علي بن محمد سويسي" شيخ شيوخ جامع الزيتونة وخطيب جامع سبحان الله بربض باب السويقة إلى أن توفي نحو سنة ست وأربعين ومائة وألف عليه رحمة الله.
٣٢ الشيخ حمودة الريكلي هو الشيخ "أبو محمد حمودة الريكلي الأندلسي" ولد بتونس وتصدى لقراءة العلم على فحول أوائل المائة الثانية عشرة ثم اختص بعالم العصر الشيخ "محمد